كأنها القيامة حضرت أو تكاد جزء كبير من سقطرى غرق في موج البحر الهائجة وعصفت به الريح القادمة من أقصى الشرق.
أكثر من 700 منزلا دمرت بالكامل وفقدان 200 قارب صيد واقتلاع للأشجار وجرف للحيونات
فيما أجلى آلاف الأهالي من مسار الإعصار الى المرتفعات في الجزيرة
لن ينسى أبناء سقطرى اعصار تشابالا ولا يمكنهم نسيان هذا الوهن في مقاومة عاصفة بهذا الحجم هاجمتهم على حين غفلة من العالم وجعلتهم أسري الموت الثقيل في جزيرة معزولة عن الدولة المنفية خارج الجغرافيا
بسرعته الخرافية التي تجاوزت ثلاث مائة وثمانون كيلو مترا في الساعة اجتاح الاعصار حديبو عاصمة جزيرة سقطرى ومناطق اخرى على مسار الشاطئ فقضى على كافة علامات الحياة شبه المتوقفة فيها.
طبيعة البناء السائدة هنا ساهمت في ارتفاع قائمة الدمار فثمة اكواخ ومباني من الخشب تهاوت سريعاً امام شدة الرياح وسرعتها امام ضعف البنية التحتية ونضم صرف المياه والمجاري فكانت بدائية وبلا مقاومة أمام قوته العاتية فجرفت كافة الأشياء وممتلكات الصيادين بعد ان اغرقها مستوى مياه البحر الذي اتى على البيوت والأشجار
وحسب غرفة الطوارئ الحكومية فإن سفينة هندية كانت في طريقها الى الجزيرة تم فقدان الاتصال بها وكذا ست سفن وأكثر من ثلاثين قارب صيد في منطقة الجزر غرب الجزيرة.
وأعلن وزير الثروة السمكية، فهد كفاين، المناطق التي ضربها تشابالا مناطق "منكوبة".
وقال كفاين، وهو عضو غرفة العمليات، التي شكلها الرئيس، عبد ربه منصور هادي، لمواجهة الأضرار المحتملة للإعصار،
ان الحاجة الماسة الآن هي الغذاء، ومواد الإيواء، والطواقم الطبية، والأدوية،
وناشد كفاين مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ومركز الملك سلمان والمنظمات الدولية، التدخل" العاجل" لإغاثة سكان الأرخبيل.
لكن حتى الآن لا منقذ ولا من يجيب حتى الحكومة التي خرجت ببيان لاعلان الطوارئ وصعدت من مخاوفها ودعواتها لإنقاذ المهددين بإعصار تشابالا اكتفت بالتصريحات وحسب كعادتها في التعامل مع مدن اليمن المنكوبة جراء الحرب عدا عن وصول طائرة عمانية إلى سقطرى تحمل مساعدات
وقبل أن يصيب الوهن تشابالا في سقطرى اتجه صوب المكلا والمهرة وشبوة المعلنتا حالة طوارئ منذ أيام وهاجم الاعصار مدينة المكلا فقطع كافة خطوط الاتصال بالمحافظة
وفي شبوة قالت غرفة الطوارئ الحكومية ان منطقة جلعة القريبة من البحر تعرضت للغرق فيما تم إجلاء عدداً من اسكانها، وصعب انقاذ عدد آخرين علقوا داخل المنطقة بسبب عدم توفر وسائل فرق الانقاذ .
ككل الكوارث الطبيعية لا تقتصر المخاوف على ما تخلفهمن دمار وضحايا وانما على التداعيات من أوبئة وامراض وتعاني اليمن من كوارث نتيجة الحرب الدائرة في عموم البلاد حيث تتصاعد حاجة الملايين للمساعدات الغذائية والطبية.