شهدت الهدنة الرابعة التي دخلت حيّز التنفيذ، في الدقائق الأولى من فجر اليوم الاثنين، سلسلة خروقات، في مدن يمنية مختلفة، فيما قتل شخصان، أحدهما مدني، في مدينة تعز، وسط البلاد.
وألقى الجيش الموالي للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، باللائمة على الحوثيين في خرق اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم توقيعه والاتفاق على تنفيذه، بين الحوثيين والجيش الوطني في محافظة ظهران الجنوب، جنوبي السعودية، بعيداً عن مسوّدة اتفاق أممية .
وقال المجلس العسكري بتعز، في بيان صحفي، اطلعت عليه الأناضول، إن الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح، خرقت الهدنة منذ اللحظة الأولى في كل الجبهات، معتبراً ذلك إشارة إلى نيتهم في استغلالها وتعزيز مكاسبهم على الأرض .
وأعلن المجلس العسكري والمقاومة الشعبية، أن غرفة عملياتهم، سجلت أكثر من 25 خرقًا في الساعات الثلاث الأولى فقط من عمر الهدنة، شملت جميعها أهدافا عسكرية للجيش تم قصفها بالمدفعية الثقيلة ، ومحاولات تقدم على الأرض، تم التمهيد لها بكثافة نارية مقصودة ، خلافا للأهداف المدنية .
وأكد البيان، أنه "رغم استمرار الخروقات الممنهجة ، التزام الجيش والمقاومة، بوقف إطلاق النار من حيث عدم الهجوم والتمسك بحق الدفاع والرد على مصدر النيران.
وذكرت مصادر ميدانية للأناضول، أن مواقع الجيش في اللواء 35 مدرع و معسكر الدفاع الجوي، غربي المدينة ، تعرضت لهجمات حوثية مكثفة ولكن تم إفشالها".
وأسفر القصف المدفعي الحوثي، عن سقوط أول قتيل مدني في الساعة الأولى من سريان الهدنة، بمنطقة" البِعرارة"، غربي المدينة، بعد إصابته بشظية في صدره، فيما قتل أحد عناصر المقاومة في منطقة" عُصيفرة"، شمالي المدينة، بقذيفة أصابته في الرأس وفقًا لمصادر طبية في مستشفى الروضة الخاص، تحدثت للأناضول .
وعاود طيران التحالف العربي قصف أهداف الحوثيين في تعز، ووفقًا لبيان صادر عن المقاومة، فقد استهدف التحالف مواقع للحوثيين في تلة السلال، كما شن غارات أخرى في تلة" الجعشة"، شرقي المدينة.
وخلافاً لتعز، شهدت بقية الجبهات اشتباكات متقطعة في الساعات الأولى، وهدوءًا نسبيًا عقب ذلك وخصوصا مديرية" نهم" شمالي شرق العاصمة صنعاء، و محافظتي الجوف ومأرب .
و أعلن مركز سبأ الإعلامي، التابع للمقاومة في مأرب، أن المنظومة الدفاعية للتحالف، تصدّت عقب سريان الهدنة لصاروخ باليستي من طراز" توشكا" أطلقه الحوثيون على مواقع القوات الحكومية .
واكتفى طيران التحالف بالتحليق فقط فوق سماء العاصمة صنعاء ومحافظات مأرب والجوف، شمال شرقي البلاد، والحديدة، غربي البلاد، حسب شهود عيان.
وستستمر الهدنة إلى اليوم التالي الذي يعقب مشاورات الكويت بين الأطراف السياسية اليمنية وفقًا لبيان التحالف العربي، الذي أعلن التزامه بها و احتفاظه بحق الرد، وهو نفس الإعلان الذي صدر فيما بعد عن الحوثيين وصالح.
و يرى مراقبون، أن ما حدث خلال الساعات الماضية من فجر الاثنين، قد يحدد مصير قرار وقف إطلاق النار واحتمالية انهياره في جميع الجبهات .
وقال الكاتب والمحلل السياسي، أحمد العرامي" في تصريحات للأناضول" ما حدث، سيساهم في تقرير مصير الهدنة، وما ستؤول إليه الهدنة، سيساهم في تقرير مصير المفاوضات، بالتأكيد" .
ووفقًا للعرامي، فإن المؤشرات الأولى تقول إن الحوثيين كعادتهم سوف يحاولون تسجيل انتصارات على الأرض مستغلين الهدنة، لكن هذه المرة تعز هي التي شهدت خروقات أكثر من غيرها، ما يدل على مواصلة استماتتهم في إخضاع المدينة لسيطرتهم .
وأضاف "في كل الأحوال، إذا استمرت الخروقات فلا أظن أن الجيش الوطني والمقاومة وقوات التحالف سيلتزمون حتى آخر لحظة بالهدنة- مع أنهم ما زالوا ملتزمين حتى الآن، بوقف إطلاق النار من حيث عدم الهجوم والتمسك بحق الدفاع- لا أظن أن هذه الآلية ستسمر، لأن الأمر لا يتوقف على مجرد خروقات، بل محاولات تقدم من قبل الحوثيين".