قالت منظمة "صحفيات بلاقيود" إن الفريق التابع لها رصد حوالي 1340 حالة انتهاك بحق المدنيين في اليمن بسبب الحرب وقد وقع العدد الأكبر منها في محافظة تعز وعدن والضالع.
وأوضحت المنظمة في تقرير لها أطلقته بمقر مجلس حقوق الإنسان في العاصمة السويسرية جنيف أن الأرقام التي يتضمنها التقرير ليست شاملة لكل حالات الانتهاك نتيجة صعوبة الانتقال والعمل في العديد من المحافظات مثل صعدة والبيضاء والجوف، غير أن ما تم التوصل إليه هي أرقام صحيحة.
ويتكون التقرير من ثلاثة أبواب هي؛ الانتهاكات التي طالت المدنيين في اليمن خلال عام من الحرب جراء قصف الأسلحة الثقيلة والطائرات والرصاص المباشر والألغام، وانتهاكات حرية الصحافة في اليمن خلال عام ونصف من الحرب، والمعتقلون والمخفيون قسريا خلال عام ونصف من الحرب.
وقالت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام ومؤسس منظمة "صحفيات بلا قيود" توكل كرمان إنه قبل 21 سبتمبر 2014 كانت اليمن تسير بخطى بطيئة نحو بناء دولة اتحادية، فلم يكن قد مضى وقت طويل على اختتام مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي وضع الأسس العامة للدولة الجديدة، والذي كان من المتوقع أن يضمن عملية انتقال ديمقراطي آمن.
وأضافت توكل كرمان "لكن عملية اجتياح صنعاء من قبل ميليشيا الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح في 21 سبتمبر 2014 قوضت العملية السياسية وما تبقى من مؤسسات الدولة، الأمر الذي قوبل برفض واسع النطاق من قبل كافة فعاليات المجتمع المدني والنخب الإعلامية والفكرية والسياسية في البلاد".
وأشارت كرمان إلى ان مليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح استخدمت استراتيجية حصار المدن التي رفضت عمليات الاجتياح وقصفها وخوض الحرب فيها كما لجأت إلى زرع عشرات الآلاف من الألغام حول المدن.
إلى ذلك أكد ابراهيم القعطبي أن اجمالي عدد القتلى المدنيين الذين سقطوا نتيجة نيران ميليشيا الحوثي وقوات صالح بلغ 1424 قتيل بنسبة 50% بينهم 308 طفل، و109 امرأة، بينما بلغ اجمالي عدد ضحايا التحالف العربي حوالي 1230 قتيل بنسبة 40% بينهم 313 طفل، و169 امرأة.
وأضاف القعطبي "وبالنسبة للجرحى، فإن العدد الأكبر منهم كان نتيجة قصف ميليشيا الحوثي وقوات صالح للمدن وخصوصا تعز والضالع وعدن، فقد بلغ اجمالي الجرحى حوالي 6090 جريحاً بنسبة 72%، بينهم 1763 طفل، و583 امرأة، في الوقت الذي تسببت غارات طائرات التحالف العربي في إصابة 1122 جريحا، بينهم 237 طفلا، و130 امرأة.
من جهتها استعرضت اسوان شاهر باب حالة الحريات الصحفية في اليمن، موضحة أن ميلشيا الحوثي بدت مهتمة بتكبيل الصحافة، من خلال إغلاق اقتحام مباني ومقرات وسائل الإعلام المختلفة وسرقة محتوياتها، واعتقال الصحفيين ومطاردتهم والتنكيل بهم.
وقالت شاهر إن ميليشيا الحوثي تعتقد أن الصحفيين الذين لديهم آراء مختلفة يرتكبون خيانة وذنبا بمعارضتهم، وتأسيسا على ذلك، يتم تعريف الصحفي الجيد والوطني بأنه ذلك الذي ينخرط في دعم قرارات زعيمهم عبدالملك الحوثي الذي قال في خطاب متلفز بتاريخ 19 سبتمبر/أيلول 2015 إن المثقفين والصحفيين "خونة" وأكبر خطرا من "المقاتلين المرتزقة"، ودعا إلى مواجهتهم، وهو ما استلزم تحذيرا من قبل الاتحاد الدولي للصحفيين للحوثي، طالبا منه إصدار أوامر واضحة لأتباعه تنهاهم عن مهاجمة الصحفيين، باعتباره خرقا للقانون الدولي الإنساني وقوانين حقوق الإنسان.
وأكدت شاهر أن "هذا التحذير لم يكن ليجدي شيئا مع ميليشيا عقائدية تحتكر الصواب".