الأدوات ذاتها والتصرفات والسلوكيات منذ دماج مرورا بحاشد وعمران وانتهاء بسقوط العاصمة صنعاء وتصفية معارضي مليشيا الحوثي والمخلوع صالح.
نبوءة جديدة للمخلوع تتحقق بالحرب من طاقة الى طاقة لكن هذه المرة الهدف فريق صالح ورجالاته والجائزة لكبرى لن تكون غير رأسه الذي لطالما رسم النهايات السوداء لرؤوس الآخرين.
أسئلة كثيرة طفت على السطح في مجملها تكشف العديد من الأكاذيب التي حكم خلالها الرجل لاكثر من ثلث قرن اعتمادا على ترويج الة إعلامية ضخمة مفادها انه الأكثر دهاء وحنكة وانه لا يخطو على الأرض دون ان يعرف مقدما اين يضع قدميه.
الراقص على رؤوس الثعابين بات اليوم اسيرا لمخاوفه الكثيرة ومحاصرا في مربع لا يتجاوز قطره عشرة كيلو متر مربع ويحيط به خصومه التاريخيين بانتظار اقتناص لحظة ضعف لإطفاء ثأر تاريخي عمره أربعة عشر عاما.
على مدى اكثر من عامين والحوثيون يخططون لمثل هذا اليوم بالملعب لم يعد يتسع لاكثر من لاعب وخارطة التحالفات الدولية تغيرت ويفضل العالم التعامل مع طرف في صنعاء في محاولة لانجاز تسوية في اليمن بعد ان العجز في التوصل لاتفاق خلال الفترة الماضية.
خلال فترة الحرب وما قبلها كانت المليشيا تقلم اظفار صالح وتسحب البساط من تحت اقدامه، واعادت تشكيل الواقع السياسي والعسكري في العاصمة صنعاء وما حولها، وبات واضحا ان الحوثي بحاجة ماسة لكسر حليفه ووضع النقاط على الحروف.
من صعد على ظهر الاخر ومن سلم رقبته للاخر الصورة باتت واضحة ولم تتبقى سوى وضع اللمسات الأخيرة بعد استكمال السيطرة على غالبية أدوات العنف والسلطة التابعة للمخلوع وتحديد مساحة تحركاته وانشطته من قبل القيادات الميدانية للمليشيا التي يبدو انها متعطشة للدماء ولجولة جديدة من العنف تعيد من خلالها تسويق نفسها وتفرض واقعا دمويا في البلاد هو جزء من مسيرتها المعمدة بالعنف والارهاب.
الساعات القليلة قد تكشف عن المسمار الأخير في مسيرة حافلة بالعنف والفشل وعصر كامل من الدسائس والمكائد وتبقى مخاوف الكلفة العالية لهذا السقوط هي الخطر الأكثر على ملايين القاطنين في عاصمة الخوف.