أخطأت طائرات التحالف أهدافها مجددا، وتسببت بكارثة انسانية حصيلتها أكثر من ثلاثين شهيدا وعشرات الجرحى بينهم حالات خطرة.
وطال القصف الجوي سوقا شعبية مزدحمة في مديرية مستبأ بمحافظة حجة.
وقالت مصادر محلية، إن غارة جوية لطائرات التحالف العربي طالت سوق "الخميس" الشعبية في مركز مديرية مستبأ بمحافظة حجة، ما تسبب باستشهاد أكثر من ثلاثين مدنيا وإصابة العشرات، فيما لايزال أعداد من الضحايا تحت الأنقاض.
من جهتها أعلنت منظمة أطباء بلا حدود انها استقبلت عبر مستشفى ميداني تابع لها في منطقة عبس اربعين مصابا في تلك الغارة وانها قدمت لهم خدمات اسعافية.
وأضافت المنظمة أن أكثر من 40 مصابا جميعهم مدنيون ومن بينهم نساء وأطفال -أحدهم طفل عمره ثماني سنوات حالته حرجة- دخلوا مستشفى عبس بعد الضربة التي وقعت بمديرية مستبأ.
وبحصب مصادر أخرى، أسفرت غارات مقاتلات التحالف عن 41 قتيلا وأكثر من 35 جريحا من المدنيين.
وقال أيمن مذكور مدير مكتب الصحة بمحافظة حجة، إن هذه الحصيلة قد ترتفع خلال الساعات القادمة، كون عملية الإنقاذ ما تزال مستمرة واغلب الجرحى اصاباتهم بليغة.
وكانت مقاتلات التحالف العربي بقيادة السعودية قد شنت الثلاثاء غارتان جويتان استهدفتا سوق الخميس الشعبي بمديرية مستبأ بمحافظة حجة، إضافة إلى عدة غارات اخرى على مديرية عبس التابعة لمحافظة حجة.
وحتى اللحظة لم تصدر قوات التحالف العربي أي تعليق حول الحادث.
وسبق ان نفذت مقاتلات التحالف غارات جوية خاطئة في عدة محافظات خلال الأشهر الماضية. وفي يناير الماضي، خلصت لجنة تابعة للأمم المتحدة إلى أن التحالف استهدف مدنيين بضربات جوية وقالت إن بعض الهجمات يمكن أن تكون بمثابة جرائم ضد الإنسانية وأوصت مجلس الأمن ببحث فتح تحقيق في الانتهاكات.
وينفي التحالف بقوة استهدافه مدنيين وقال في يناير أيضا إنه شدد إجراءاته فيما يتعلق بالتحقيق في التقارير التي تحدثت عن مقتل مدنيين في ضربات نفذها ولتحسين آليات الاستهداف التي يستخدمها وذلك بمساعدة من الولايات المتحدة.
وعادة ما يدعو الناشطون عقب أي غارة خاطئة للتحالف في فتح تحقيق في الحادثة، ولا يستبعد البعض من وجود اختراقات داخل قوات التحالف تسببت ولا تزال في مثل هذه الكوارث.
وفي السياق ذاته، دانت الحائزة على جائزةِ نوبل للسلام توكل كرمان، الغارة الجوية التي طالت سوقا شعبيةً في محافظة حجة.
وقالت كرمان، أدين وبأشد عبارات الإدانة والاستنكار القصف الذي طال سوق الخميس بمديرية مستبأ بمحافظة حجة، وخلف عشرات الشهداء والجرحى.
ودعت كرمان للتحقيق الجاد والمستقل في هذه الجريمة، التي يتعين أن لا يُفلتَ مرتكبوها من المساءلة والملاحقة والعقاب، مشيرة الى أن هذه الجريمة وأمثالَها من الجرائم المرتكبة في اليمن جرائمُ ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم.