ستة أيام لم ينجز فيها المتحلقين حول طاولة المفاوضات شيئا غير الجلوس قبالة والقاء الالغام والحواجز على الطاولة وخارجها ولم يتمكن فيها الموفد الاممي من فك شفرة الطرفين للدخول الى صلب موضوع المفاوضات.
سيعود كل طرف الى وجهته محملا بحقائب مملؤة بالخيبة على أمل العودة لاحقا للاستمرار في مسلسل التفاوض العبثي.
تحرص الأمم المتحدة على الإطار الشكلي للمفاوضات ويبدو انها كانت فقط تسعى لجمع الأطراف اليمنية حول الطاولة دون أن تنجز الأرضية الملائمة لذلك وهذا ما أدى لوصول الأمور لحالة الاختناق وتصلب المواقف.
لم تتوقف المواجهات منذ قرار اعلان الهدنة ولم يتوقف قصف المدن وحصارها ولم تتوقف أيضا غارات التحالف وهو ما جعل الحديث عن هدنة بمثابة احجية غير مفهومة.
كان واضحا ولافتا الحضور للأطراف الإقليمية الداعمة لكل طرف في كواليس المفاوضات وكان الحضور الإيراني بوسائل اعلامه وترسانته من الخبراء أكثر حضورا وتنظيما مستفيدا من خبراته في التعامل مع المباحثات التي تدار بعيدا عن وسائل الاعلام.
لم يرشح على السطح أي معلومات مؤكدة عما دار في الغرفة التي لم تتسع لخلافات المتفاوضين الا ما يتم تسريبه عن طريقي الوفدين ووسائلهما الإعلامية، غير ان ذلك حتى لم يكن يرقى لأكثر مما هو شيطنة للخصوم.
النهايات ترسمها البدايات وكل خبر له مبتدأ وهذا ما يضع الكثير من النقاط على الحروف التي كان يفترض ان يحفظها المبعوث الاممي جيدا قبل القبول بمهة السير في طريق الوسيط لطرف لم يحترم أي من تعهداته خلال أعوام من بيع الوهم والعذابات لليمنيين.