أثار قبول المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ، بتكريمه من قبل رئيس اللجنة الثورية للمتمردين الحوثيين، جدلا واسعا، في وسائل التواصل الاجتماعي.
وشكك نشطاء يمنيون بدور الوسيط الدولي، لا سيما أن النظام الأساسي لموظفي الأمم المتحدة تحرم على موظفيها القبول بأي تكريم أو مكافآت من جهات غير حكومية. وهو ما يضع الموقف الدولي في اليمن في صورة مهزوزة ومشوشة ازاء حياديتها ودورها في حل الصراعات بالعالم.
واتهم رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ولد الشيخ، بخرق النظام الأساسي المنظم لعمل موظفي المنظمة الدولية، بقبول التكريم من جماعة عنف مسلحة، يقع قادتها تحت طائلة العقوبات، والبند السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
وسرد الناشطون عددا من النقاط الواقعة تحت بند التكريم والمكافآت والهدايا، التي تلزم موظفي الأمم المتحدة الالتزام بها، أهمها أنه "لا يجوز للموظف أن يقبل أي تكريم أو وسام أو جميل أو هدية أو مكافأة من أي حكومة".
واعتبر ناشطون أن ذلك التكريم الذي ظهر في الصورة تجرح حياد المبعوث الأممي في الصميم ، حيث من المفترض أن يسعى مبعوث الأمم المتحدة لترسيخ عملية السلام وباستقلالية تامة من جميع الأطراف.
وأكد قانونيون أن ولد الشيخ، بقبوله هذا التكريم قد أقدم على خرق البرتوكول، وخالف التعليمات والنظام الأساسي للأمم المتحدة، ووضع سمعته، وسمعة المنظمة التي يمثلها، على المحك.
كما أثار موقف المبعوث الأممي استهجان الناشطين اليمنيين، معتبرين موافقته على قبول الدرع بأنه يفقد المنظمة الدولية مصداقيتها ويضعف من مكانتها في ادارة الصراعات وحل الازمة، وطالبوه بالالتزام بمهمته الرسمية لاقناع المتمردين بتطبيق القرارات الدولية ووقف الحرب التي شنوها ضد الشعب اليمني واطلاق سراح المختطفين من القيادات العسكرية والمدنية والناشطين.
وظهر ولد الشيخ في صوره تناقلها ناشطون مع محمد علي الحوثي الذي يرأس اللجنة الانقلابية واستلم منه درعا تكريميا. ولم يعلق ولد الشيخ او مكتبه حول مناسبة التكريم وما اذا كانت ضمن مهمته الرسمية المرتبطة بالتشاور مع وفد الحوثيبن والرئيس السابق علي عبدالله صالح.
ويحظر النظام الأساسي لموظفي الأمم المتحدة بموجب ميثاق الأمم المتحدة، قبول أي تكريم أو وسام أو جميل أو هدية أو مكافأة من اي جهة حكومة او غير حكومية.
وتنص الفقرة ( ي، ك ) من فصل التكريم والهدايا والمكافآت بالنظام الاساسي للأمم المتحدة على رفض الموظف الأممي أي هدية أو وسام تكريم من الحكومات، وفي حال قبوله وجب عليه ابلاغ الامين العام للامم المتحدة لتسليمها للاعمال الخيرية. فيما تنص الفقرة (ل) من نفس الفصل بمنع استلام او قبول تكريم أو وسام أو جميل أو هدية أو مكافأة من أية جهات غير حكومية.