فجر الفوز المفاجئ للمرشح الجمهوري دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة تساؤلات كثيرة حول السياسة التي سوف يتبعها تجاه ملفات العالم وخاصة الملفات الملتهبة في الشرق الأوسط.
وطريقة التعاطي الأمريكي مع هذه الملفات هو ماسوف ينعكس أصلا على ملف اليمن، وهو ما يعني ان قضية الحل السياسي أصبحت مرتبطة بهذه الملفات المعقدة.
ويأتي فوز ترامب في ظل المبادرة الجديدة التي قدمها وزير الخارجية الأمريكية جون كيري والتي وصفت بأنها مكافئة للانقلابيين وتستهدف السلطة الشرعية والحكومة اليمنية بدلا عنهم وتخالف القرارات الدولية.
ويقود المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ أحمد جهود مكثفة لتسويق المبادرة والضغط على الأطراف اليمنية للقبول بها، ورغم ما أعطته المبادرة للمليشيا الا أنها رفضت من جانبهم، وهم يحاولون الحصول على المزيد من التنازلات.
وفي مؤشر على الفشل النهائي لمهمة المبعوث الأممي، فقد غادر ولد الشيخ يوم أمس الرياض دون اللقاء مع الرئيس هادي والحكومة للتباحث بشأنها، إذا لا زالت السلطة الشرعية ترفضها بشكل قاطع حتى الآن.
وبما ان المدة المتبقية لوزير الخارجية الأمريكية لا تتعدى أكثر من شهرين بعد فوز ترامب، ثمة من يرى بأن هذه المبادرة سيعاد النظر فيها وبالتالي سيخف الضغط الذي تواجهه الحكومة اليمنية بشأنها من قبل المجتمع الدولي وعلى رأسها الأدارة الأمريكية.
وقد أظهر ترامب أثناء حملته الانتخابية مواقف متشددة تجاه إيران واتهم الادارة الأمريكية بالتساهل مع نظام طهران فيما يخص الاتفاق النووي وعدد من القضايا بخلاف المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، لكنه أيضا كان متشددا تجاه تعامل الادارة الأمريكية مع السعودية، التي قال بأنها تحظى بالحماية الأمريكية دون مقابل.
ومع كل المواقف المتباينة التي برزت خلال الحملات الانتخابية تجاه ملفات الشرق الأوسط، ثمة سياسة أمريكية ثابتة أساسها المصالح بغض النظر عن الفائز برئاسة البيت الأبيض.
وطبقا للعديد من المراقبين، فإن ماحدث خلال رئاسة أوباما للمنطقة العربية تحديدا لن يكون بأسوأ مما كان، بإعتبار ان التطرف الجديد الذي سيمثله ترامب سيتجه نحو إيران وعدم تمكينها أكثر في شؤون المنطقة.
ولا خلاف ان مليشيا الحوثي هي أحد الذراع الايرانية الجديدة إلى جانب حزب الله في لبنان والنظام السوري والعراقي. لكن أسوأ ما سيحدث هو استمرار الادارة الأمريكية في تواطئها مع نظام طهران وأذرعها في المنطقة وان على حساب المصالح الأمريكية في الخليج.
وهنا ترتفع الأصوات الداعية للسلام الحقيقي بأن على السلطة الشرعية في اليمن والتحالف العربي استكمال الحسم العسكري وكذلك التحرك الدبلوماسي المكثف لوضع المجتمع الدولي أمام الصورة الحقيقية والتي تؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن هناك جماعة انقلابية اقتحمت المؤسسات والمدن اليمنية واختطفت الدولة.
وبسبب إجراءاتها الانقلابية، تدخل التحالف العربي بقيادة السعودية بضربات جوية مستمرة منذ مارس 2015، وان التهاون مع هذه المليشيا والاستمرار في حالة التواطؤ سيدخل المنطقة في مربع الجحيم وسيعرض المصالح الأمريكية والغربية للخطر الأكبر.