تأتي ذكرى عيد العمال في اليمن بينما يعيش ملايين اليمنيين تحت خط البطالة والمجاعة منذ الانقلاب والاجتياح حينما تم اطلاق النار على حياة اليمنيين ويومياتهم الاعتيادية وتحويل جزء الكتلة السكانية الى مخزن احتياطي للقتلة.
وفقاً لتقارير اتحاد عمال اليمن فقد حافظ العمال على مهنهم من الانهيار خلال الحرب، خصوصا اصحاب الاعمال اليدوية الحرفية، الذين دخلوا في بطالة جزئية، جراء ضعف القوة الشرائية للأسرة اليمنية وانعدام السيولة بسبب انحسار مداخيل الدولة من العملة الصعبة.
تقارير البنك الدولي هي الاخرى اكدت أن البطالة ارتفعت إلى ستين في المائة وسط الشباب مع ارتفاع الفقر إلى أربعة وخمسين ونصف في المائة من مجموع السكان، البالغ عددهم نحو خمسة وعشرين مليون نسمة، وخصوصاً في ظل انقطاع الرواتب والتحاق اكثر من مليون شخص في القطاع المدني والعسكري في صفوف البطالة.
وبحسب تقارير اقتصادية فقد دفعت الحرب مئات الشركات من القطاع الخاص إلى إغلاق أبوابها وتسريح موظفيها وعمالها، فيما أكد تقرير للأمم المتحدة، أن النزاع في اليمن أدى إلى تدهور الاقتصاد بشكل حاد، وتسريح سبعين في المائة من العمالة لدى شركات القطاع الخاص، وأن واحدة من كل اربع شركات أغلقت في البلاد، بينما تدهورت القدرة الشرائية للسكان.
مأساة العمال اليمنيين في عيدهم تشكل حضوراً بالغاً في قلب المأساة اليمنية كإحدى نتائج الانقلاب والاجتياح حينما دكت عربة الديناميت الحوثية المرافق الحيوية لليمنيين في السلطة والمجتمع وضاعفت عدد الموتى والعاطلين عن العمل، العاطلين عن الأمل، العاطلين عن الحياة.