تتفاوت آمال اليمنيين على مفاوضات السلام المرتقبة في الكويت بين أطراف النزاع وما يمكن أن تتمخض عنه. ورغم التفاؤل فثمة من يخشى من فشل جديد.
موقع DW عربية رصد آراء وتوقعات مجموعة من اليمنيين وجمعها في التقرير التالي.
يرى أحمد دبوان، الناشط في مواقع التواصل الاجتماعي، أن الحرب كانت كارثية على اليمن واليمنيين. لقد "خسر اليمنيون الكثير على كل المستويات البشرية والاقتصادية والبنيوية حتى وصل الأمر إلى إحداث شرخ اجتماعي في النسيج الوطني"، يقول دبوان. ويتابع في حديث لموقع DW عربية: "الحرب غذت التطرف وعززت من تواجد الإرهابيين في اليمن لأسباب تتعلق بانحسار تواجد الدولة وعدم قدرتها على ممارسة مهامها".
من ناحيتها تقول الناشطة صباح العواضي إن الحرب أوصلت اليمن إلى حافة الانهيار. وتضيف لموقع DW عربية قائلة: "إن الحرب جعلت من اليمن دولة ممزقة تتداخل فيها المناطقية والتعصب السياسي ولتسود حالة من الكراهية بين أبنائها".
*******نظرات تشاؤمية وأسباب كامنة وراء الفشل
أما رشاد الشرعبي، الكاتب والصحافي اليمني، فيرى أن مفاوضات الكويت المرتقبة تأتي في ظل تغيرات كثيرة لصالح "السلطة الشرعية والتحالف العربي". ويقول إن أبرز هذه التغييرات هو القضاء على الترسانة العسكرية الضخمة للحوثيين وحلفائهم. كذلك بروز شرخ كبير بين تحالف الرئيس السابق علي عبد الله صالح والحوثيين. وقد برز هذا الشرخ بشكل واضح مؤخراً بذهاب وفد من الحوثيين إلى السعودية.
ويرى الشرعبي، في حديث لموقع DW عربية، أن هذه "التغييرات" هي ما دفعت بالحوثيين للخضوع للحوار واتخاذ القرار بالذهاب للكويت للتفاوض مع حكومة هادي. وبالرغم من ذلك لا يتوقع الشرعبي النجاح لهذه المفوضات بحيث تؤدي إلى إيجاد حل للأزمة وإحلال السلام في اليمن.
ويتفق الصحفي شاكر أحمد خالد مع الشرعبي في موقفه من المفاوضات قائلا: "إن هذه المفاوضات لن تختلف عن سابقاتها. ولو حدث وقف لإطلاق النار وفق الهدنة المقرر الاتفاق عليها فلن يدوم طويلاً. كما أن السلام المتوقع الخروج به من المباحثات المرتقبة في أحسن الأحوال قد يكون جزئيا وسيشمل المناطق الحدودية اليمنية السعودية في حين سيستمر الحوثي وصالح بالقتال في الجبهات الداخلية".
ويعرب الصحفي شاكر أحمد خالد عن اعتقاده بأن مفاوضات الكويت "ستكون فرصة للحوثيين لإعادة ترتيب صفوفهم وانتظار فرصة دولية يستطيعون المناورة من خلالها والضغط على قوات التحالف العربي لوقف ضرباته الجوية. أما فيما يتعلق بالفريق الحكومي، فهو مجبر على الذهاب إلى المفاوضات نتيجة الضغوط الدولية والمطالبات المستمرة بوقف إطلاق النار".
******تفاؤل الفرصة ألأخيرة
وبالرغم من هذه النظرة التشاؤمية فإن الكثيرين من اليمنيين متفائلون وينتظرون بفارغ الصبر موعد انطلاق هذه المفاوضات، لعلها تنقذ بلادهم من الغرق أكثر في مستنقع العنف والاقتتال. ولكن هل ستكون هذه المباحثات كفيلة بإنهاء الصراع في اليمن في حال نجاحها؟ وهل يكون صباح 18 أبريل/ نيسان صباحا مختلفاً لدى اليمنيين؟.
يرى بعض الملمين بالشأن اليمني أن جميع المتصارعين على السلطة في اليمن متعبون من الحرب ومستسلمون لفكرة السلام. بيد أن السؤال الذي يفرض نفسه هو: هل يعمل هؤلاء فعلا لتحقيق السلام؟ وهل يعود اليمن إلى مربع الحوار؟. فاليمن، برأي هؤلاء، منهك ويحتاج إلى حل سياسي وصيغة جديدة لإنقاذه من الغرق أكثر في الفوضى.
وفي هذا السياق تعلق خلود راجح، وهي شابة في العشرين من العمر، آمالا كبيرة على نجاح هذه المباحثات ومتفائلة بذلك. وهي ترى أن نجاح هذه المفاوضات يأتي من عدة أسباب منها "ظهور (الرئيس السابق علي عبد الله) صالح والحوثيين بشكل قوي بعد عام من الحرب؛ وهو ما قلص من فرص جدوى العمليات العسكرية التي رسمتها السعودية وحلفاؤها". وتضيف الشابة اليمنية قائلة إن "السعودية تسعى للخروج من المأزق بشكل مستعجل والبحث عن صيغة للتفاهم مع الحوثيين تجنباً لهزيمتها في اليمن".
مؤشرات ايجابية تسبق المفاوضات المرتقبة
وفي ظل الترتيبات المتسارعة، تمهيدا لمحادثات الكويت المرتقبة يتوقع كثير من الخبراء السياسيين أن تأتي هذه المفاوضات بنتائج ملموسة، خاصة وأن جميع أطراف النزاع في اليمن أكثر جدية في البحث عن فرص السلام.
[ترى الباحثة الفرنسية سيلين إلهام جريزي أن محادثات السلام تختلف هذه المرة عن سابقاتها.]
ترى الباحثة الفرنسية سيلين إلهام جريزي أن محادثات السلام تختلف هذه المرة عن سابقاتها.
الباحثة سيلين إلهام جريزي تؤكد على هذا الرأي وتوضح في حديث لموقع DWعربية "أن المفاوضات اليمنية المرتقبة بالكويت تتميز عن مباحثات جنيف السابقة بأنها تأتي بعد بدء مفاوضات مباشرة بين الحوثيون والسعودية. ناهيك عن الضغوط التي بدأ يمارسها المجتمع الدولي فعليا على كل الأطراف بدون استثناء بضرورة وقف الحرب والعودة للحوار وإنهاء الأزمة".
بيد أن الباحثة الفرنسية المتخصصة في الشأن اليمني تستدرك بالقول "إن المفاوضات المرتقبة لن تنجح إلا إذا كانت شكلية فقط. بمعنى أن يكون قد تم الاتفاق على كل شيء مسبقاً. أما إذا كان التفاوض قد رتب له دون اتفاقات مسبقة ودون إشراك كل المعنيين، فهذا لن يشكل سوى دورة تهيئة لاستمرار الصراع وإعادة ترتيب الأوراق أو خلطها. بمعنى استراحة محارب ما زال مصمما على القتال باستماتة لآخر رصاصة!".
وتأتي المفاوضات بين أطراف النزاع اليمنية المزمع عقدها في الكويت بعد فشل المباحثات السابقة التي رعتها الأمم المتحدة، بين 15 و20 ديسمبر الماضي، دون التوصل إلى نتائج. وبحسب إعلان مبعوث الأمم المتحدة لدى اليمن فإن المفاوضات المرتقبة "ستركز على خمس نقاط أساسية، هي: انسحاب الحوثيين من المناطق التي استولوا عليها، وتسليم السلاح، والترتيبات الأمنية، والحل السياسي، وإنشاء لجنة لإطلاق سراح السجناء والأسرى.