مع اقتراب الهدنة دخولها حيز التنفيذ منتصف الليلة، يشكك مراقبون للشأن اليمني بالتزام الانقلابين بوقف إطلاق النار هذا التشكيك يستند على فشل وانهيار محاولات التهدئة السابقة بسبب خروقات المتمردين الحوثيين المتكررة وحليفهم المخلوع صالح، إضافةً إلى مواصلة الميليشيات تعزيزاتها العسكرية في عدد من المناطق، خاصةً في جبهة نهم، شرق العاصمة صنعاء واستعار نار قصفها لمدينتي تعز والبيضاء.
وبحسب مصادر عسكرية، فإن الجيش الوطني والمقاومة سيلتزمان بوقف إطلاق النار وسيعملان على صمود الهدنة، إلا أن ذلك مرهون بمدى التزام ميليشيات الحوثي والمخلوع وصالح.
المليشيا بدورها أعلنت تحفظاتها على مسوّدة قرار وقف إطلاق النار، أولا من ناحية وقف تحليق طيران التحالف خلال الهدنة، وهو ما يتناقض مع القرار الأصلي حيث إنه لا يتضمن وقف تحليق الطيران باعتباره الضامن الأساسي لمراقبة الأوضاع على الأرض خلال الهدنة.
أما التحفظ الثاني للميليشيات فمرتبط بتوسيع دائرة المشاركين في محادثات الكويت وألا تقتصر على طرف شرعي وآخر انقلابي.
لكن مراقبين توقعوا أن الانقلابين سيحاولون استغلال الهدنة لإعادة ترتيب صفوفهم ونقل معدات وتعزيزات إلى المناطق التي فقدوا السيطرة عليها بهدف استعادتها، وكذلك مواصلتهم لحشد المزيد من المقاتلين إلى صفوفهم، حيث تجلى ذلك مع اشتداد وتيرة المعارك في محافظات مأرب والجوف وأيضا في حجة وتعز وتكثيف جماعة الحوثي إطلاق الصواريخ الباليستية باتجاه مواقع القوات الحكومية.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الهدنة الجديدة هي الرابعة التي ترعاها الأمم المتحدة، والخامسة مع الهدنة التي أعلنها التحالف العربي في 25 يوليو الماضي حيث لم يلتزم بها الحوثيون. كل ذلك تتزامن مع سعي الحوثيين الحصول على المزيد من الأسلحة ما يزيد الشكوك حول جديتهم في إنجاح مشاورات الكويت، خاصةً بعد ضبط البحرية الأميركية قبل أيام شحنات أسلحة إيرانية في بحر العرب قادمةً من إيران إذ يبدو أنها كانت في طريقها إلى المتمردين الحوثيين.