ويوضح انه وجد خلال الأسبوع الأول تردي الوضع وكمّ التحديات التي يواجهها السكان بشكل يومي.
ويشير إلى تصاعد حدة العنف منذ اليوم الأول لوصوله على طول خطوط جبهات القتال المُحيطة بمدينة تعز.
يقول "كانت الأيام القليلة الماضية صعبة للغاية. وللأسف هذا هو واقع الحياة اليوميّة التي يعيشها الناس هنا".
تحدث عن علاج 117 جريح خلال ثلاثة أيام من الوصول، واستمرت الأعداد في التزايد، قائلا "مع تصاعد حدة النزاع، كانت غرف الطوارئ وغرف العمليات تفيض بالجرحى حيث استقبلنا في يوم واحد 70 مصاباً. نعالج أنواعاً مختلفة من الإصابات: الإصابات الناتجة عن الطلقات النارية أو الشظايا أو الألغام المنفجرة".
يضيف "شعرت بالصدمة حين وصلت إلى المستشفى. وقد كان طاقم المستشفى يعمل بشكل متواصل خلال الأيام القليلة الماضية، وبعضهم لم يحصل إلا على قسط قليل من النوم، بينما يحاولون معالجة حالات الجرحى. بعض الجرحى نجا وبعضهم لفظ أنفاسه، وقد كانت مشاهد الأسى واليأس من أقسى ما يمكن رؤيته. وأدركت من خلال عدد الطلبات القادمة من المستشفى على تبرعات الدم وأكياس الجثث الواقع الصعب الذي يعيشه أهل تعز منذ سنوات".
تابع أيضا "أخبرتنا إحدى النساء، وهي أم لخمسة أولاد، أن ابنها الأصغر (16 عاماً) أصيب بشظية بينما كان يلعب كرة القدم. فاضطرت لبيع مجوهراتها لتدفع تكلفة النقل – وقد كانت تحتفظ بمجوهراتها للمستقبل من أجل أولادها، ولم يخطر ببالها أنها ستستخدمها لإنقاذ حياتهم. وقد وصل ابنها إلى مستشفانا وهو الآن في وضع مستقر".
ويقول آرون "منذ أن تصاعدت حدة النزاع في اليمن في عام 2015 لم تتوقف المعارك، ولسوء الحظ لم تتحسن الظروف كثيراً منذ ذلك الوقت إلى الآن. يحاول سكان المدينة عدم الخروج من بيوتهم إلا في حال الضرورة، لكن كوادرنا ملتزمة بمعالجة الجرحى والقدوم إلى مرافقنا الطبية بكل تصميم، وأنا فخور لكوني أعمل معهم".
ويضيف "أسمع باستمرار أصوات إطلاق النار وأصوات القصف القادمة من خطوط الجبهات، وهي قريبة جداً من مرافقنا الطبية، الأمر الذي يضع ضغوطاً إضافية على كوادرنا، سواءً من الناحية النفسية أو البدنية. وخلال هذا الأسبوع كنا نسمع بمعدل وسطي خمسة انفجارات كل دقيقة".
كما أوضح عدد من المصاعب اليومية والوضع الحرج، قائلا "تقلقني الاحتياجات الطبية المتزايدة وأمن جميع أفراد الطاقم الطبي والمرافق الطبية".
وجدد مطالبة المنظمة "جميع الأطراف إلى احترام العمل الذي نقوم به من خلال الحفاظ على سلامة المرافق الطبية والتمكن من بالوصول إلى جميع من هم بحاجة إلى رعاية طبية".
إضافة إلى ذلك، نواصل التأكيد على حيادية وعدم تحيّز عمل أطباء بلا حدود وأن خدماتنا الطبية متاحة لجميع الجرحى بغضّ النظر عن انتمائهم".
معبرا عن أمله أن تزيد المنظمات الإنسانية الأخرى مساعداتها تبعاً لحراجة الوضع في تعز بشكل خاص وفي اليمن بشكل عام.
وقال أنه في الوقت الحالي تعتبر تعز من أكثر المناطق التي يشتد فيها النزاع في البلاد والاحتياجات الإنسانية فيها كبيرة جداً.