قال مستشار الرئيس هادي للشؤون الإعلامية نصر طه مصطفى أن الأمم المتحدة حتى الان ترفض تسمية المعرقل الحقيقي للحوار ومشاورات السلام في الكويت وكذلك ترفض إدانة المعتدي ومرتكب المجازر بحق المدنيين في تعز وبقية المحافظات بصريح العبارة وهي مليشيا الحوثي والمخلوع صالح.
وأضاف نصر مصطفى في لقاء خاص لقناة بلقيس أن كل ما يقوم به المبعوث الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ هو إيهام العالم أن هناك تقدما ونجاحا في المشاورات بينما في الواقع لا يوجد أي تقدم يذكر ولا جديد في المشاورات حتى هذه اللحظة.
وأوضح مصطفى أن ما يجري في تعز يجب أن يوقض ضمير العالم والمجتمع الدولي والذي يعتبر موقفه من تعز ثغرة واضحة وعلى رأسه الأمم المتحدة.
إلى نص الحوار:
حاوره - أحمد الزرقة :
أهلا بك أستاذ نصر طه مصطفى في هذا اللقاء الخاص على قناة بلقيس:
** نبدأ الحوار عن مشاورات الكويت.. هناك حديث عن تسوية سياسية معينة يتم بموجبها عودة الرئيس هادي ورئيس الحكومة إلى العاصمة صنعاء بشكل مؤقت والبدء بإجراءات سحب السلاح وانسحاب المليشيات من المدن؟
حسب علمي أن كل هذه تسريبات ولا أساس لها من الصحة، ولم يتسلم وفدنا حتى تاريخ إجراء هذه المقابلة أي رسالة رسمية بهذا الشأن. متوقع مثل هذه المبادرات الأممية وهي تطرح بين حين وآخر لكنها حتى الآن لم تعكس المستوى المطلوب لمنهجية تنفيذ القرار الدولي 2216.
أيضا لا تلتزم حرفيا بالمرجعيات الأخرى كالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني. ومثل هذه المبادرات تقوم على الالتفاف على هذه المرجعيات.
** من هي الجهة التي تقوم بطرح هذه المبادرات؟
للأسف المنهجية التوافقية التي تعمل بها الأمم المتحدة تنتج مثل هذه المبادرات المشوهة او المشوهة للقرار 2216.
يفترض بالأمم المتحدة ومبعوثها الخاص إلى اليمن ان يتولوا تنفيذ هذا القرار. ما يجري حتى الآن محاولات لتوفيق الآراء. لازال البون شاسعا ما بين الوفد الحكومي ووفد الانقلابيين.
** الآن ما يقارب الشهرين على المشاورات وقد عادت إلى اللقاءات الثنائية كيف يمكن التعويل على نجاح هذه المشاورات بهذا الشكل؟
وفدنا الحكومي في آخر لقاء مباشر له علق الجلسات بسبب عدم اعتراف وفد الانقلابيين بشرعية الرئيس هادي والشرعية عموما واصرارهم على تجاوز الشرعية.
علقت المشاورات واشترط الوفد الحكومي للعودة اتفاقا مكتوبا يؤكد التزام الانقلابيين بالمرجعيات الأممية المتفق عليها. لكن الانقلابيين رفضوا ذلك ما اضطر الأمين العام للأمم المتحدة للتدخل ولقاء الرئيس هادي في الدوحة وكذلك كان لأمير قطر دور ايجابي في تقريب وجهات النظر والتزمت الأمم المتحدة بعدم تقديم أي حلول او اتفاقات خارج المرجعيات الثلاث.
لم تقدم الأمم المتحدة التزاما عن الانقلابيين ولكنها قدمت التزاما عن نفسها بعدم تقديم حلول خارجة عن المرجعيات.
وبناء على ذلك، عاد الوفد الحكومي للمشاورات. لكن يبدو ان المبعوث الأممي رأى ان المشاورات غير المباشرة قد تكون أفضل في تقريب وجهات النظر. لكن الحقيقة لم يحدث حتى الآن أي تقارب في وجهات النظر.
** بالنسبة لهذه الآلية تم اتخاذها في جنيف الأول. ومع ذلك انتهت بدون حل. اليوم مضى ثلاثة أسابيع على مثل هذه اللقاءات. هل هناك سقف محدد لها؟
يفترض ان يكون هناك سقف محدد. كان السقف المحدد زمنيا قبل دخول شهر رمضان ثم طرحت فكرة التمديد حتى منتصف الشهر ويجري الترتيبات الآن أنه ممكن ان تمدد المفاوضات حتى نهاية شهر رمضان. لكن في الحقيقة لا يوجد أي أفق.
كما قلت البون شاسع. الانقلابيون يدورون في فلك والوفد الحكومي مصر على ان اي حلول لا بد أن يكون وفق المرجعيات. هناك قرار دولي يفترض أن تحترم نصوصه. هناك شرعية العالم كله معترف بها ولا يمكن تجاوزها. وأي حلول يفترض ان تراعي هذه الأمور كلها. القرار الدولي ضمن للانقلابيين المشاركة السياسية ونحن نرحب بذلك. لكن الإجراء الأول والطبيعي هو إنهاء كل مظاهر الانقلاب كالانسحاب من المدن ومؤسسات الدولة وتسليم الأسلحة.
** المليشيا لا ترى في هذا الحل واقعيا، وقال الناطق باسم الجماعة محمد عبد السلام أنهم لم يسلموا السلاح بالقوة وبالتالي لن يسلموه عن طريق المفاوضات؟
وهل سيقبل المجتمع الدولي انقلابا وجعله أمرا واقعا؟ اعتقد ان هذا صعب. المجتمع الدولي سيجد حرجا كبيرا في هذا الأمر. فهو الآن يرفض الاعتراف بالانقلابيين رغم كل الانفتاح الذي حصل عليهم في مشاورات الكويت. لكن المجتمع الدولي عمليا لازال يعترف بالشرعية ويؤكد ان أي حلول لا بد ان تأتي وفقا للشرعية الدستورية.
** ربما هذا من وجهة نظركم. لكن العالم يتعاطى مع الانقلابيين بشكل واضح ويمنحهم صفات رسمية مثل رسالة مفوض حقوق الانسان إلى القائم بأعمال وزير الخارجية في صنعاء. هذه كانت دليلا على ان هناك أكثر من نافذة يجري التعامل من خلالها؟
المفوض المذكور أبو الزلف تجاوز كل معايير ومواثيق الأمم المتحدة او المنظمة التي يعمل بها ويجب ان يحاسب ويجب ان تعتذر الأمم المتحدة عن هذا التصرف. واعتقد ان شيئا من ذلك في الطريق. المبعوث الخاص والأمين العام للأمم المتحدة أحسوا بحرج شديد عندما واجهتهم الحكومة بمثل هذه التصرفات. واعتقد ان هذه التصرفات ستتوقف في أقرب وقت. وهي حقيقة تصرفات تعكس الممثل ابو الزلف نفسه وليس وجهة نظر الأمم المتحدة.
العالم يتعامل مع الانقلابيين ليس باعتبارهم سلطة حقيقية. يتعامل معهم بشكل واضح باعتبارهم مجموعة من المتمردين الانقلابيين. وهناك محاولات للضغط عليهم من أجل التقارب والاعتراف بالقرار الدولي.
** ماهي أشكال هذا الضغط ونحن نعرف ان ممثلة الاتحاد الأوروبي دعت إلى اتخاذ المزيد من التقارب مع الحوثيين. وأيضا إلى دعم الاقتصاد اليمني والبنك المركزي من الانهيار؟
حتى نحن في إطار الشرعية نشعر بالقلق من الوضع الاقتصادي ولا نريد ان يصل إلى مرحلة الانهيار، لأن هذا الانهيار سينعكس على المواطن سواء في المناطق المحررة او المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيا الانقلابية. لكن ما أؤكده من خلال لقاءاتنا مع رعاة التسوية السياسية ان كل جهودهم كانت من أجل الضغط على الانقلابيين للتعاطي الايجابي مع القرار الدولي 2216. لا يوجد شيء أكثر من ذلك.
لا يوجد ضغط مثلا على الحكومة من أجل ان تعترف بالانقلابيين. كل الضغوط على الجانب الحكومي من أجل القبول بأي حلول في إطار المرجعيات. لكن باعتقادي لا زال أداء الأمم المتحدة والمبعوث الخاص في إطار الحيادية غير المقبولة. هي المعنية بتنفيذ القرار 2216.
** طيب .. هناك من يقول إن المفاوضات تمضي نحو تأسيس شراكة. حكومة شراكة وطنية مع الانقلابيين. هل لدى الجانب الحكومي استعداد للدخول في مثل هذه التفاصيل؟
ليس لدينا مشكلة في حكومة توافقية في الأخير. طالما ان القرار الدولي يضمن للحوثيين المشاركة السياسية. لكن هذا مشروط بتنفيذ التراتبية في القرار 2216. لكن هم يريدون الحكومة أولا ونحن نريد الحكومة في الأخير بعد تنفيذ اجراءات الانسحاب من المدن وتسليم السلاح والافراج عن المعتقلين لأننا لو قبلنا بذلك فإننا نستنسخ نفس تجربة اتفاق السلم والشراكة.
** بالعودة لموضوع السلم والشراكة. كان وزير الخارجية البريطاني يتحدث بأن المبادرة الخليجية والقرار الأممي لم يعودا صالحين. هو مع حل يتركز على ما تم الاتفاق عليه في عام 2014 وتحديدا اتفاق السلم والشراكة. هل يعتبر هذا موقفا وتحولا في موقف بريطانيا من الأزمة؟
ما نسمعه من المسؤول البريطاني مختلف عن هذا. ونعتقد ان هذا رأي غير حصيف وغير مدروس بما فيه الكفاية من الوزير البريطاني. عادة المسؤولين الأقل من مستوى الوزير الذين يتعاطون بشكل مباشر مع الملف يعرفون تفاصيله بشكل أفضل.
فكرة ان المبادرة الخليجية لم تعد صالحة معنى هذا ان ننسف كل شيء كل المسار السياسي الذي بدأ من 2011 م وهذا أمر خطير في غاية الخطورة ولم يطالب به حتى الانقلابيين أنفسهم. وفي نفس الوقت إذا كنا سنقبل بتشكيل حكومة توافق فنحن لا نحتاج إلى اتفاق جديد سنعود إلى اتفاق السلم والشراكة لأنه اتفاق جاهز. وما الذي حصل في اتفاق السلم والشراكة هو انه اتفاق بني على مسارين سياسي وأمني وتم تنفيذ المسار السياسي وإعاقة المسار الأمني. ومطلوب الآن ان نكرر نفس التجربة، يعني يتعامل الانقلابيون معنا ومع المجتمع الدولي وكأنه بلا ذاكرة.
** هناك تجارب مريرة مع المليشيا والرئيس المخلوع في قضية الاتفاقيات السياسية.. ماهي المرجعيات التي تستند عليها المليشيا في هذا التصلب السياسي؟
نحن لا نستطيع ان نستبعد انعكاسات الاتفاق النووي بين الغرب وإيران من هذه المجريات جميعا. ربما ان الدول الغربية تريد تقديم هدايا لإيران في هذا الجانب. لكن في تقديري ان أمن الخليج لازال مسألة مهمة ومصيرية بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية والغرب. واليمن هو بمثابة أخطر ثغرة يمكن ان تمس أمن دول الخليج. وفي تقديري ان العبث بهذا الملف لمصلحة إيران سيكون له تبعات خطيرة. في تقديري أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لايزالون حريصين على علاقتهم مع دول الخليج وحريصين جدا على علاقتهم مع السعودية.
يقال إن الغرب يريد أيضا بقاء الحوثي قويا في اليمن لكي يشكلوا أداة ابتزاز للسعودية والخليج. هذا قد يكون أمرا واردا.
لكن لازال في المتاح والواضح من العلاقات الخليجية الأمريكية الشيء الكثير الذي يجعل أمريكا تعيد النظر في هذه الأهداف. مسألة العبث بأمن الخليج عن طريق اليمن اعتقد أنه سيكون غير مقبول بالمطلق لدى أشقائنا في الخليج والسعودية.
** مشروع كيري في اليمن وأنتم كتبتم عنه. ما الذي كان يفكر فيه وزير الخارجية الأمريكي عندما قدم هذا المشروع ولمصلحة من؟
كان كيري من أكثر الأشخاص تبنيا للمشروع. لكن الفكرة طبخت في مطابخ عدة اقليمية وعربية ودولية. ليس فيها سوء نوايا بالمطلق. كانوا يتعاملون أنه لا بد من وقف الحرب اليمنية ولا بد من الحل السياسي للأزمة اليمنية. فكرة حل من خلال الشرعية نفسها ان نأتي بنائب الرئيس ونفوضه بصلاحيات الرئيس ونعطل صلاحيات الرئيس. هذا كان نوعا من الطباخة السياسية غير المقبولة. لأن فكرة هز مشروعية الرئيس يعني اليوم أو غدا إنهاء الشرعية كاملة. وبالتالي شرعنة الوضع الانقلابي.
أنا اعتقد انه جاءت التغييرات لتكون ردا لطيفا ودبلوماسيا على مثل هذا المشروع، وقد أبدى وزير الخارجية الأمريكي استياءه من هذه التغييرات واعتبرها انها عقدت المشهد.
رغم انها لم تكن المقصود بها شخص نائب الرئيس السابق. بالعكس هو كان جزءا من الشرعية. لكن الموضوع جاء بغرض نوع من المعالجات لتوحيد موقف الشرعية قبل الدخول إلى مشاورات الكويت، واعتقد أن آثاره كانت واضحة.
** بالنسبة للقرار.. حتى دول التحالف يقال إنها مستاءة وأن القرار لم يتخذ بالتشاور معها؟
حسب علمي ان دول التحالف لا تتدخل في الشأن السياسي اليمني. بمعنى لا تتدخل نريد فلان او لا نريد فلان. هذا لم يحصل وأنا مسؤول عن كلامي هذا. أي قرار يتخذه هادي في إطار الشرعية هو يجد دعما وترحيبا كبيرا من دول التحالف وتحديدا من دول الخليج.
** كان يقال إن بحاح رجل الإمارات وأنه يهيئ لمرحلة مقبلة؟
لا أريد أن أخوض في مثل هذه الأمور التي لا يوجد ما يؤكد عليها. خالد بحاح كانت علاقاته جيدة مع الكل وهو جزء من الشرعية وكان يلتزم بتوجيهات رئيس الجمهورية. ولكن كانت هناك خلافات في وجهات النظر وهذا أمر طبيعي في الظروف الطبيعية وغير الطبيعية. نحن في ظرف حرب ولم يصدر عن خالد بحاح ما يؤكد أنه كان مع الانقلابيين حسب ما تابعنا.
** لكنه جاء بحسب اتفاق السلم والشراكة والحوثيون كانوا موافقين على عودته إلى صنعاء وعدم عودة الرئيس هادي؟
ليس هناك ما يؤكد ذلك والحوثيون مراوغون وهم اول من اعتدى على بحاح وهو رئيس وزراء لازال بصنعاء واعتدوا على موكبه وحاصروا منزله. فأعتقد ان فكرة ان الشرعية كانت تعاني من خلافات كبيرة مبالغ فيها والتغييرات التي أجراها الرئيس هادي كانت بغرض خلق حالة من الانسجام أكثر في إطار منظومة الشرعية ولا نريد ان نعطي هذا الموضوع أكبر من حجمه وهو قد انتهى.
** لكنه في حديثه الأخير لمحطة بي بي سي كشف بحاح العديد من الأوراق وكشف أيضا أنه كان ساخطا وقال إنه مستعد للعودة للعمل ولكن ليس إلى جانب الرئيس هادي، وهذا دليل على انه كان هناك شرخ كبير؟
هذا أمر خاص بينهما. أنا لا أريد أن أتدخل. لكن انا على يقين ان خالد بحاح من الفطنة ما يجعله حريصا على العمل في إطار الشرعية أيا كانت هذه الشرعية.
** الرؤية التي تقدم بها الحوثيون وهي بشكل معكوس تشكيل حكومة ثم الذهاب إلى الاجراءات الأخرى. رئيس المجلس السياسي للحوثيين قال إنه ما لم نصل إلى تسوية سياسية في الكويت، سنذهب لتشكيل حكومة بشكل منفرد مع شركائنا في الداخل؟
أي اجراء سيقومون به أصلا فهو باطل وكل اجراءاتهم منذ اقتحام العاصمة صنعاء هي اجراءات باطلة وما ترتب عليها فهو باطل ومن الصعب فرض هذه الاجراءات بقوة السلاح.
** هل لديكم قدرة لمنع حدوث مثل ذلك.. أيضا بعد مضي نحو عام ونصف على الانقلاب نلاحظ ان سيطرتهم تقلصت؟
بالضبط ، اليوم لم يعودوا يحرزون أي مكسب على الأرض. هم يخسرون يوميا باستمرار هم منهكون يريدون ان يبتزوا المجتمع الدولي ولذلك لو كانوا في وضع أقوى ما كانوا أصلا قبلوا عقد مشاورات في الكويت. هم يبحثون عن حلول الآن لكنهم يصرون على فرض أجندتهم. هم في وضع أقل. صحيح أنهم لازالوا يسيطرون على العاصمة. لكن بالإمكان نقل الشرعية الى مدينة أخرى. وهذا وارد. اليوم الحكومة انتقلت الى عدن وتنوي الاستمرار هناك وإن شاء الله تتوفر الموارد والامكانيات التي تمكنها من العمل واستعادة الكثير من الخدمات المعطلة.
** الناطق باسم مليشيا الحوثي قال إنهم سيعودون للتفاوض المباشر مع السعودية وانهم لن يتفاوضوا مع الشرعية بعد الآن؟
هم فتحوا نافذة حوار مع السعودية ووصلوا إلى اتفاق محدود حول الحدود لكن المملكة تدرك طبيعة هذا النوع من المليشيا تعرف طبيعتها العقائدية والاستراتيجية والسياسية. السعودية ليست غافلة عن مثل هذه الأمور. المسألة بالنسبة للسعودية أكبر من مسألة هادي باعتباره يمثل الشرعية. تدخلت السعودية من أجل اعادة الشرعية في اليمن وليس من أجل الحدود. لذلك لا قلق أبدا. السعودية لا بأس أن تؤمن حدودها وهذا شيء طيب. لكن التزاماتها السياسية والاخلاقية مع الحكومة الشرعية قائمة وهي لن تفرط في مثل هذا الأمر.
** هناك من يرى بأن هذا التقارب مع السعودية سيكون على حساب الشرعية وربما الضغط على الشرعية لتقديم المزيد من التنازلات؟
لو كان الأمر كذلك لكان قد حصل. لكن حقيقة ما هو جارٍ بيننا وبين السعودية تفاهم متكامل في المسار السياسي كما هو متكامل في المسار العسكري خلال الفترة الماضية. أؤكد من جديد أنه لا يوجد توجه لدى المملكة للضغط على الشرعية لتقديم تنازلات للاعتراف بالانقلابيين. السعودية لن تقبل أن يحكم الحوثي اليمن بسلاحه الثقيل ولن تقبل شرعنة هذا الانقلاب.
هذه مسألة محسومة، وهي حسابات بدهية. السعودية تطالب بأن يكون الحوثيون ضمن النسيج السياسي وهذا الكلام نحن أكدناه من قبل بدليل أكدته حكومة الرئيس هادي منذ عام 2012 عندما طلبت من الحوثيين المشاركة في الحوار الوطني رغم أنهم كانوا لا زالوا بسلاحهم وكانوا مليشيا وحتى اليوم لم يشكلوا حزبا سياسيا.
** هل يتوقع ان تقوم المليشيا بإعلان نفسها كحزب سياسي، معروف أنها حركة ذات بعد عقائدي تبحث عن ولاية الفقيه وغير ذلك؟
صعب. هذا يتناقض مع وثيقتها الفكرية. يتناقض مع مبادئها العقائدية. يتناقض مع توجهاتها السياسية ويتناقض مع علاقتها مع إيران. أهدافها العلنية أصلا هي تعتبر دول الخليج وبالذات السعودية عدوا استراتيجيا لها. حتى لو قبلت اليوم بحلول مؤقتة. مثل ما قال الإمام الخميني عندما قبل السلام مع العراق أنه تجرعه مثل الذي يتجرع السم.
** قبل أسبوع تقريبا كان الدكتور محمد المسفر يقول إن أي تسوية غير عادلة في اليمن من شأنها أن تنقل المعركة من صنعاء ومن تعز وعدن إلى الرياض وأماكن أخرى؟
نرجو ألا تحدث مثل هذه المخاوف.
** هل يدرك ساسة الخليج مثل هذه المخاوف؟
أكيد أنا على يقين أنهم يدركون ذلك. هم يدركون أن السياسة الايرانية انفتحت شهيتها منذ احتلال أمريكا للعراق في عام 2003 هذا مفتاح الشهية الأول الذي فتح شهية إيران للتمدد ومنها بدأ المشهد الايراني يتصاعد. وخلال ما قبل ثورات الربيع العربي وأثنائها، فإيران دعمت نظام بشار الأسد ضد شعبه. وعندما سقطت صنعاء بيد الحوثيين قالت إنها اليوم تحكم العاصمة العربية الرابعة. فالسياسة الايرانية واضحة ومهما قيل عن عدم دعمها للانقلابيين فهي محاولة لذر الرماد في العيون من أجل تقارب الحوثيين مع الخليج.
** هو حتى محمد عبد السلام قال ذهبنا إلى إيران عندما أقفلت الرياض أبوابها وعندما فتحتها عدنا إليها، كيف يمكن فهم ذلك هل جزء من التقية السياسية؟
دول الخليج عينت أول مبعوث لها في سبتمبر 2014، أي قبل دخول الحوثيين وزار صنعاء قبل دخول الحوثيين صنعاء ثم زارها مرة ثانية وقد سيطر الحوثيون على الوضع. والسفير السعودي كان موجودا في صنعاء. هذا دليل على ماذا؟ دليل على أن السعودية كانت مستعدة أن تنفتح على الوضع الجديد. ودول الخليج رحبت باتفاق السلم والشراكة. ورحبت بأية تفاهمات سياسية في إطار المبادرة الخليجية. فالحديث عن أن السعودية أغلقت أبوابها أمام الحوثيين هذا غير صحيح ومنافٍ لكل الحقائق.
** إذا ما عدنا الى الوضع في الداخل تعيين نائب للرئيس وهو اللواء علي محسن الأحمر ربما لم يلقى ارتياحا كبير من قبل الحوثيين وحزب المؤتمر نظرا للخلفية العسكرية التي جاء من خلالها ما هو المقصود برأيكم من هذا التعيين وخصوصا انه لم يظهر خلال الساحة منذ قرار تعيينه؟
الأسباب كاملة بلا شك أنها موجودة لدى من اتخذ القرار وهو الرئيس هادي ولكن في تقديري ان اختياره كان طبيعيا وهو من ضمن الذين وقفوا الى جانب الرئيس هادي حتى قبل انتخابه وسانده في كل قرارته وكان منها قرارات الهيكلة وهو الأقدر على هذا الموقع؟
** لكنه لم يظهر في الميدان؟؟
ان أنا لا أتابع بدقة لكنه يمارس نشاطاته ولا يمكن أن يقوم بتحركات منفردة وكلما يقوم به بالتشاور مع الرئيس الشرعي والتحالف.
** هل تعتقدون أن علي محسن هو رجل المرحلة أن الأمر يحتاج تجديدا في النخبة العسكرية والسياسية؟
مسألة التجديد يصعب الحديث عنها اليوم ونحن في مرحلة معركة مستمرة ولحظة استعادة الدولة وعملية التجديد يجب أن تتم عندما تعود مسار العملية السياسية الى مكانها وكل القيادات الحالية أعتقد أنها ستتقاعد وتسلم السلطة لجيل جديد.
** توقف قوات الجيش الوطني في ميدي وفي نهم وفي كرش هل لا يزال الحسم العسكري هو خيار الحكومة القائم خصوصا وأن المليشيا لم تلتزم بقرار الهدنة ووقف إطلاق النار؟
عندما بدأت الإعداد لمشاورات الكويت في الحقيقة بدأ الجميع في محاولة تقديم حسن النوايا وهذا حصل بالفعل وكان الموقف الدولي مرحب بموقف الحكومة ولم نخسر عندما أوقفنا أي تقدم العسكري والانقلابين هم الذين خسروا لأنهم لا يزالون حتى هذه اللحظة يقصفون تعز ويقتلون الناس.
** على ذكر تعز ربما هي الاختبار الحقيقي للحكومة وكافة الأطراف سواء حول السلام أو حتى الإغاثة والدعم وغير ذلك؟ أين هي تعز من اهتمام الحكومة؟
ما يجري في تعز يجب أن يوقض ضمير الجميع ويوفض ضمير المجتمع الدولي.
الأمم المتحدة ترفض عندما تدين أن تسمي بصريح العبارة من يقوم بهذه الجرائم وهي مليشيا الحوثي والمخلوع
وتعز في الحقيقة تشكل ثغرة من موقف الأمم المتحدة والمجتمع الدولي من القضية اليمنية والحكومة تقدم كلما تستطيع من أجل تعز.
** تعز كقضية حقوقية إذا لماذا فشلت الحكومة في إيصال صوت معاناتها للعالم ما الذي يمنعها من اعداد ملفات حقوقية قانونية وتوضحيها للراي العام؟
هذا جزء من عمل الحكومة واعتقد ان الوزراء المعنيين يفترض أن يكونون قد قاموا بما ينبغي وما قلته صحيح وموقف الحكومة في الضغط على المجتمع الدولي نجح في الكثير من المواقف.
الأمم المتحدة حتى الان ترفض تسمية المعرقل الحقيقي للحوار والمشاورات وكل ما يقوم به المبعوث الخاص هو إيهام العالم أن هناك تقدم بينما في الواقع لا يوجد أي تقدم يذكر ولا جديد في المشاورات
** هناك من يقول إنه كان يجب على الوفد الحكومي أن يعلق مشاوراته في الكويت بعد أحداث تعز مثلما حدث عندا قصف معسكر العمالقة.
هذه يبقى لتقديرات الوفد الحكومي ويرجع ذلك الى كثرة التعليقات والذي قد يصبح غير ذي جدوى في هذه المرحلة ونريد ان يصلح المبعوث الحكومي الى تفاهمات واضحة.
** هل تتوقعون ان تقوم دول الخليج بتخصيص مبالغ وموازنات طارئة تشغيلية خلال المرحلة القادمة؟
هذا ما نأمله وأيضا لدينا مشتقات نفطية جاهزة للتصدير وهذا سيشكل رافد للخزينة العامة ونأمل ان تحل مشكلة رفد الحزينة العامة للدولة.
شكرا جزيلا أستاذ نصر طه مصطفى