اقتحامات للمقرات وإشعال حرائق في أحدث موجة استهداف تطال التجمع اليمني للإصلاح في العاصمة المؤقتة.
استهداف مقر الإصلاح في عدن هذه المرة تزامن مع حملة مداهمات واعتقالات لأبرز قيادات هذا الحزب الأكبر في معسكر الشرعية، تحت عناوين واتهامات تطاله بالتورط في أعمال إرهابية محتملة أو كادت أن تقع.
هذا الحدث يضع السطلة الشرعية ومعسكرها في مأزق كبير، خصوصاً وأنه يأتي في سياق توجه وصفه المراقبون بالاستئصالي لكونه يطالُ الهندسة الحالية المتفق عليها للمشهد السياسي وتستهدف في الوقت ذاته البعدَ الوطني في معركة استعادة الدولة.
الأحزاب والتنظيمات السياسية الرئيسة في معسكر الشرعية عبرت في بيان بهذا الخصوص عن بالغ القلق حيال التداعيات المترتبة على حملة الاعتقالات التي طالت قيادات وناشطين في حزب التجمع اليمني للإصلاح بمحافظة عدن، وعبرت عن خشيتها من تبعات هذا العمل الذي قال البيان، إنه يُنذر بتهديد الحياة السياسية باليمن والتعددية الحزبية التي تعد أبرز مكتسبات النضال الوطني واهم ركائز النظام السياسي في البلد.
هذا الإجماع يكشف طبيعة التطورات الجارية في عدن، وأهداف التحركات الخطيرة لأبو ظبي الداعة لأجهزة الأمن في عدن والتي يصنفها المراقبون بأنها تأتي في سياق الاستهداف المتعمد للسلطة الشرعية وحواملها السياسية وأدواتها التنفيذية في المناطق المحررة.
وجهة نظر عززها حادث الاعتراض المسلح من عناصر خارجة على القانون لموكب رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر وهو في طريقه إلى المضاربة لافتتاح أحد المشاريع التربوية في المديرية التابعة لمحافظة لحج.
وفيما ينتظر الشارع موقفاً رسمياً من جانب الحكومة حيال ما يجري، يعبر البعض ممن تابعوا أحداث الساعات الأخيرة في محافظة عدن، عن مخاوفهم من أن تتكرس سلطة أمر واقع أمنية موازية ومناهضة للسلطة الشرعية على نحو يدفع بالمدينة إلى جولة عنف تتوفر كل أسبابها وأدوات تغذيتها في شارع متوتر ومنفلت.