مغادرة الرئيس هادي للرياض بالتزامن مع وصول الموفد الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، رسالة واضحة وصريحة لرفض الحكومة خطة كيري ومشروع اتفاق مسقط..
في المرة الأولى رفض هادي والحكومة استلام نسخة من خطة كيري، وفي المرة الثانية اعتذر هادي والحكومة عن استقبال ولد الشيخ في الرياض، واليوم يغادر هادي الرياض إلى عدن، وهو بذلك يهدف للتخلص من أي ضغوط قد تنجم عن عدم استقباله لولد الشيخ للمرة الثانية.
كما أنه فيما يبدو عدم احراج السعودية، وتجنيبها ضغوط من الجانب الأمريكي بناء على موقف هادي، ومحاولة إظهار ان هادي وحكومته هي الطرف المعني بالتسوية في اليمن، وإن المملكة لا تمارس ضغوطا على هادي، وأنها تتحرك كطرف ثالث، وإن كل تحركاتها ومواقفها هي استجابة لما يطلبه هادي وفريقه.
ولد الشيخ يجري ترتيبات هو الآخر، وبات مطمئنا للدعم الأمريكي لخطواته، وعقد مجموعة من اللقاءات مع مكونات سياسية تحت لافتة الطريق الثالث، بالإضافة لما يعرف بتكتل نساء التوافق من أجل السلام.
بالأمس استبق ناطق مليشيا الحوثي ورئيس وفدها التفاوضي محمد عبدالسلام وصول ولد الشيخ للرياض بالقول انهم غير راضين عن أداء المبعوث الأممي، وأنهم متمسكون بما أسماه اتفاق مسقط، وإن نجاح التسوية مرتبط بالطرف الآخر..
محاولة استثمار الفترة المتبقية للديمقراطيين في البيت الأبيض لتحقيق إنجاز تسوية للملف اليمني، بطريقة مشوهة، لا يدع أمام الحكومة إلا محاولة التملص والبحث عن مخارج مؤقتة للتخلص من الضغوط، وإعادة التفكير جيدا في أدائها الميداني والمؤسسي، والتحرك بطريقة أكثر فاعلية لاستعادة الدولة وإسقاط الانقلاب.