ظهر الرئيس المخلوع مجددا في ميدان السبعين بصنعاء، وهو ميدانه المفضل والذي ظل من خلاله يلقي بيانات وخطب التحدي لمعارضيه منذ اندلاع الثورة في العام 2011م.
ولكن هذه المرة بخطاب مقتضب، طالب فيه مجلس الأمن بتحمل مسؤوليته وايقاف ما أسماه "العدوان على الشعب اليمني" وإصدار قرار بفرض حظر الأسلحة على النظام السعودي. وبشكل متناقض لما بدت عليه خطابات سابقة، هاجم النظام السعودي واعتبره سبب كل ماتشهده المنطقة من صراعات في العراق وسوريا وليبيا. وفي الوقت ذاته، حاول استجدائه بحوار مباشر بدلا عن الحكومة الشرعية برئاسة هادي وبحاح.
وستعتبر هذه الأطلالة المقتضبة والمباشرة له من ميدان السبعين في نظر أنصاره انجاز كبير يحسب له، وستضفى عليه المزيد من الألقاب والصفات الخارقة التي يطلقونها عليه منذ سنوات، خاصة مع التهديد المباشر لحياته بفعل الغارات الجوية التي فرضت عليه التخفي في أقبية الكهوف والأنفاق منذ عام. ولم ينسى التأكيد على تحالفه مع مليشيا الحوثي، وهذه الفعالية المهرجانية أصلا جاءت للتأكيد على هذا التحالف، مهما حاول البعض من أنصار الطرفين الإيحاء للمراقبين المحليين والدوليين بغير ذلك.
وسبق مهرجان السبعين، حالة من الحشد والتجميع للمناصرين من العاصمة ومحيطها ومحافظات عدة في الذكرى الأولى لعاصفة الحزم والتي يسمونها "العدوان"، حيث بدت شوارع العاصمة مليئة بصور الرئيس المخلوع والذي افتقدته منذ العامين بسبب جائحة حلفائه الحوثيين، والذين بدورهم يخشون من ان تكون هذه المناسبة تدشينا لعودته إلى الواجهة السياسية على حساب نفوذهم.
وحاول أنصار الطرفين خلال الأيام الماضية، تبادل الاتهامات فيما بينهما، وإظهار خلافاتهما للعلن، قبل تداركها من فريق ثالث، اعتبر بأن الهدف المشترك للطرفين يجب ان يكون حاضرا في مناسبة كهذه، حيث من المقرر ان تخرج عصر اليوم جماهير مليشيا الحوثي في شارع الروضة بصنعاء بشعارات لا تختلف عن شعارات ميدان السبعين وهي التوحد ضد ما يسمونه "العدوان".
وإذا كان من الواضح الرسائل والدلالات السياسية لمهرجان السبعين والذي يريد من خلاله الرئيس المخلوع استعراض قوته والتأكيد للمحيط الأقليمي والدولي بأهميته وعدم تجاوزه في أي تسويات سياسية قادمة، فلا شك ان ما يجمع بين الطرفين في الميدان أقوى بكثير من الأوهام التي يسوقها البعض على أمل رؤية التصدع والانهيارات قريبا في هذا الحلف الذي تجمع كل المؤشرات على أنه سيظل متماسكا، إذا لم تواصل قوات الشرعية عملياتها في الميدان وقوات التحالف استكمال أهدافها التي رفعتها قبل عام حين انطلاقتها.