لا تزال عودة الحكومة اليمنية التي يرأسها خالد بحاح إلى العاصمة السعودية الرياض محاطة بالكثير من الغموض، ويترقب اليمنيون بحذر ما ستؤول إليه "مشاورات الرياض" التي قيل إنها سبب الزيارة المفاجئة، فيما نفى الناطق الرسمي للحكومة اليمنية وجود أي خلافات بين الرئيس اليمنيي عبدربه منصور هادي وبحاح.
وجاءت عودة الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً إلى الرياض، عقب 4 أسابيع من مكوثها في عدن، العاصمة المؤقتة لليمن، التي أعلن رئيسها خالد بحاح أنه لن يغادرها تحت أي تهديدات وضغوط.
وتضاربت أسباب العودة المفاجئة للحكومة، خصوصاً أنها جاءت بعد هجوم دام نفذه تنظيم داعش على مقرّها يوم 6 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ففي حين يقول مراقبون إن السبب هو "خلافات حادة" بين هادي وبحاح، حيث ينوي الرئيس إزاحة نائبه عن كرسي الحكومة، قالت مصادر أخرى إن السبب هو "مشاورات خاصة ببرامج مستقبلية".
وتناقلت أوساط سياسية في الآونة الأخيرة أنباء تفيد بأن الرئيس عبدربه منصور هادي قرر تكليف خالد بحاح بمنصب نائب رئيس الجمهورية فقط، وإسناد الحكومة لشخصية أخرى، رجحت مصادر أن تكون من شمال اليمن، كون الرئيس ونائبه جنوبيين.
ونفى الناطق الرسمي للحكومة اليمنية وجود أي خلافات بين هادي وبحاح، مؤكداً أن كل ما يقال بعيد جداً عن الواقع.
ففي تصريحات خاصة لـ"هافينغتون بوست عربي"، قال الناطق الرسمي باسم الحكومة اليمنية راجح بادي: "ليس صحيحاً ما يقال، الكل يعمل بروح الفريق الواحد لإنقاذ اليمن من الخطر الحقيقي الذي يهدده وهو المليشيات المسلحة".
وأضاف بادي "إن وُجد شيء فهو تباين في وجهات النظر فقط يتعلق بعدد من الإجراءات، وهذا من الطبيعي حدوثه في كل بلدان العالم".
وبرزت الهوة بين الرجلين عقب تكليف هادي وزير الصحة "رياض ياسين" بمنصب وزير الخارجية، فيما يصر بحاح على عودة "عبدالله الصايدي" الوزير المعين بقرار جمهوري، الذي كان رهناً للإقامة الجبرية التي فرضها الحوثيون عليه.
وقال بحاح في أكثر من لقاء متلفز: "أسباب تكليف ياسين بالخارجية زالت بمجرد خروج الصايدي من الإقامة الجبرية، ويفترض أن تعود الأمور كما كانت".
وتقول مصادر خاصة لموقع "هافينغتون بوست عربي"، رفضت ذكر اسمها، إن الحكومة ترى في الوزير الصايدي "ابن الدبلوماسية"، كونه كان ممثلاً لليمن في الأمم المتحدة، فيما يعد ياسين دخيلاً كونه وزير صحة ومتخصصاً في جراحة المسالك البولية.
وظهر الخلاف بين الرئيس ونائبه إلى العلن في المناسبات الرسمية، حيث كان هادي يصطحب ياسين رفقته في الزيارات الخارجية ويوفده للقاء وزراء خارجية الخليج، فيما يصطحب بحاح الصايدي في المناسبات الدبلوماسية كاستقبال السفراء والمتعارف فيها حضور وزراء الخارجية في هكذا مناسبات بجوار رئيس الحكومة.
ولم يتسنّ الحصول على تعليق من الرئاسة اليمنية حول صحة الخلافات الدائرة، وما إذا كانت عودة بحاح للرياض سببها اتساع الهوة بين الرئيس ونائبه، أم أنها مجرد مشاورات كما أعلن الإعلام الرسمي.
وحتى البتّ في الخلاف القائم بين رأسي الدولة اليمنية التي تشهد حرباً منذ ما يقارب 7 أشهر، لن يكون أمام اليمنيين إلا التخمين لسيناريو المعركة الأخرى التي تدور بين الرئيس ونائبه: هل يزيح هادي بحاح من رئاسة الحكومة، أم سيعود الأخير مجدداً إلى عدن ويكون الرجل الأول في البلد، إذا صحت الأخبار المتعلقة بأن الرئيس سيعلن تنحيه لظروف صحية.