"اليمن ورقة في صراع الكبار".. هكذا تبدو وحيدة في طاولة التجاذبات الدولية والإقليمية التي تذهب نحو إدارة النزاع أكثر من عملها على حله.
تؤكد كل المؤشرات ان هناك قفزة ليس على المرجعيات التي من بينها القرارات الصادرة عن المجتمع الدولي ذاته وحسب بل وعلى إمكانية وقف الحرب وتحويل اليمن الى محرقة أخرى تضاف الى سجل الجرائم العالمية.
يظهر الموقف الأمريكي والبريطاني المتمثل بطلب الدعوة العاجلة لهدنة ووقف فوري وغير مشروط للقتال في اليمن موقف يراه مراقبون يتسق زمنياً مع التقدم الميداني للجيش الوطني والمقاومة الذي تجاوز الخط الأحمر في صعده متجهاً صوب معقل المليشيا.
محاولة لإعادة موضعة المليشيا في متارسها في حرب إستنزاف يخسر فيها اليمن ولا ينتصر أحداً.
فيما يضع الجانب البريطاني مشروع قراره المتعلق باليمن في مجلس الأمن الدولي في مرحلة الانتظار لمدة أسبوع واحد قبل دعوة أعضاء المجلس للتصويت عليه بحجة أن هناك خطة أممية جديدة لوقف الحرب في اليمن
هكذا إذاً تبدو التحركات الدولية المكثفة لطرح خطة شامله لحل النزاع المتصاعد منذ أكثر من عام ونصف العام والتوجه الى طاولة المفاوضات .
وفي المقابل من كل هذا تظهر إيران سافرة النوايا وهي تكشر عن أنيابها وتعلن ان اليمن كما سوريا لا تزالان ورقتان رابحتان في مارثون هيمنتها على المنطقة.
إذ تؤكد تصريحات مساعد الخارجية الإيرانية أن تدخلها في اليمن وسوريا لا علاقة له بالاتفاق النووي المبرم مع طهران.
يتخوف مراقبون أن تدويل الملف اليمني سيأتي على حساب المدنيين مقارنة بما يحدث في سوريا والعرق حيث تسقط قيمة المدنيين في المعركة التي تحتشد فيها أسلحة الدول الكبرى في مبارة صفرية النتائج سوى ارتفاع قياسي لضحايا خارج أرصدة النصر والخسارة.
فهل أنتقلت اليمن من مربع الصراع الإقليمي الى حالة الصراع الدولي ، وهو ما قد يعني إطالة أمد الأزمة؟