وأحيا المهرجانَ مجموعة من نجوم العزف والغناء أغلبهم من الشباب بالمحافظة، وقدموا عدداً من المقطوعات الموسيقية والغنائية بحضور عدد من الشخصيات الفنية والاجتماعية.
العشرات من الأسر والعائلات وصلت إلى المكان وأخذت مقاعدها، مصطحبة معها أطفالها المتزينين بحلة العيد الجديدة وكأنما هي ذاهبة معهم إلى عرس عائلي وليس إلى فعالية ثقافية، وتلك هي تعز التي تنتمي للموسيقى كما يقول الشاعر مختار المريري وهو أحد أبناء المدينة.
ويمضي المريري في وصف المدينة قائلاً: "هي تعز رفيقة الكمنجة وأم القصيدة ومعشوقة الغيتار، وسليلة الربابة، ونبيذ الحب، وظلال للألحان والمشاقر (نوع من الزهور تشتهر بها المدينة).
وأوضح الصحافي وليد البكس أن "انتظار تعز لهذه المناسبات والاستعداد للاحتفاء بها دليل على حجم الشغف الذي لا يزال حاضراً لدى أبناء المدينة، وكذلك حضور الناس هو محاولة أخرى تثبت أن تعز كما كانت سابقاً بمقدورها حالياً أيضاً في أي لحظة خلق الحياة وتطبيعها".
ولم يقتصر المشاركون في المهرجان على الغناء فحسب، بل ذهب البعض من الشباب للرقص في الساحة المخصصة لإقامة المهرجان، وهو الذي جعل الجمهور المتواجد يتفاعل مع الأغاني التي ألقيت بفرح وسرور كبير.
وأوضح مدير عام مكتب الثقافة بالمحافظة، عبد الخالق سيف، في حديث له خلال الفعالية، أن هذا المهرجان هو رسالة تعزز من خلالها مدينة تعز هويتها الثقافية والفنية في مواجهة الحرب والحصار، وأنها ستبقى مدينة للفن والأدب.
وأشاد المسؤول الثقافي بالمدينة بأن تعز لم تكن مدينة الحرب بل هي أيقونة السلام بمحبة أبنائها وبتمسكهم بالثقافة في زمن الخراب، وأكد أن تعز تؤكد مكانتها وتميزها بإقامة مثل تلك الفعاليات وذلك لما تمثله الموسيقى من إرث ثقافي وإنساني.
وتكاد تعز اليمنية المدينة الوحيدة التي ما تزال تحرص على الاحتفاء بكل مناسبة متعلقة بالفن، وأحياناً حتى بدون مناسبة رغم كل الظروف العامة المحيطة بالمدينة، حيث تم تخصيص بعض الأيام السابقة لإقامة مهرجانات متفرقة شملت المسرح والرسم والغناء، إضافة الى العديد من الأنشطة والمبادرات الشبابية التي تعود عليها أبناء المدينة.
وشهدت تعز منتصف يونيو الماضي استاند آب كوميدي أيضاً، وخلال شهر رمضان كان هناك العديد من الفعاليات الثقافية والفنية شملت المسابقات الدينية والتوشيحات، ولخصها مسؤول الثقافة في تعز أيضاً بالقول: "نحاول أن تكون أنشطتنا شاملة لكل وقت وزمان، ومن مناجاة السماء إلى ابتهالات الأرض".
ويرى الكاتب محمد اللطيفي أن استمرار فعاليات الفنون والرسم والمسرح والغناء في تعز يعد رسالة تحدٍ أيضاً لأعداء الحياة، ومفاد تلك الرسالة هو أن الحياة ستمضي رغم الموت الذي يراد أن يزرع كل يوم لأهل تعز من قبل الحوثيين، وكذلك رغم تجاهل السلطات الحكومية لتوفير مقومات العيش بالمدينة وكأن لسان حال أبناء المدينة يقول: سنعيش وسنحيا رغم كل الدمار المحيط بنا من الداخل والخارج.
العربي الجديد