لا حماية في شوارع المدينة ولا رفضا واسعا من جيش الدولة الذي يحمي الشعب ولم يحمِ الدولة وباتت صنعاء مكشوفة وجريحة تتخطفها مخالب المليشيا وتنتف ريش كيانها الجمهوري من دار الرئاسة الجمهورية الى سارية علم المدرسة ضمن مسلسل سحق الاعتبار اليمني.
رعاة العملية السياسية من الأطراف الدولية والإقليمية كانوا يتجولون في شوارع المدينة ويكتفون بإصدار بيانات الادانة فيما كان المبعوث الاممي يتجول بسيارته السوداء على صوت سلاح الانقلاب الذي انقض على العملية السياسية بالعملية المسلحة بمباركة المبعوث نفسه.
يدون التاريخ او لا يدون. تحتفظ الذاكرة بصور المأساة اليمنية او لا تحتفظ. يتماسك الوعي الشعبي او يتناثر كحبات الحصى. فثمة تفاصيل قاسية عصية على المحو في الذاكرة اليمنية لحظة اجتياح صنعاء هي اشياء ضد النسيان من بينها انكسار الجنود والضباط الذين استبسلوا في المقاومة ووجدوا انفسهم بلا غطاء أو اسناد.
بحسب متابعين فإن الصدمة الحقيقية هي التوقيع على اتفاقية السلم والشراكة بعد ست ساعات من احتلال الحوثيين صنعاء، وهو ما يشير إلى أن أمراً ما دبر بليل. والتوقيت أول مواطن الريبة، عندما تم تتويج الاجتياح بغطاء سياسي يشرعن للمسلك الغادر بحق جمهورية الشعب.
لا تنسى صنعاء جراحاتها أيام الانقلاب والاجتياح.. لا تنسى كبرياءها الجمهوري المكسور.. ولا تنسى هزيمة الجبال التي كانت اوتاد الجمهورية ووجدت ذاتها منزوعة الانياب من الصباحة المدخل الغربي لصنعاء الى جبل نقم وعيبان الى المدخل الشمالي الخاصرة التي تسلل منها الشر.