إذا كان المثقف هو من يبث الإنكسار، ويناطح طواحين هواه خارج سياق اللحظة، ويشكك في قدسية ما يفعله الناس المدافعون عن أنفسهم، ويبتكر ألف طريقة لتجريم هذا الفعل على نحو لم يحدث في تاريخ أي أمة من قبل.. فماذا تنتظرون؟!
قبل أن تجتاح جحافل المليشيا عاصمة البلد، وتصل الى الشواطئ الجنوبية كان معظم هؤلاء يعملون على تزييف الوعي، وتصوير الحرب على أنها مجرد عملية جراحية للقضاء على ما يسمونه "القوى التقليدية"، معتقدين أن حياتهم ستصير أفضل بعد ذلك!.
وحين اكتشفوا أنه ما من صديق لمليشيا عقائدية، وربما حين لم يعد بإمكانهم تجميل فعلها، عادوا إما لسكوتهم أو ليصبحوا حمامات سلام، من ذلك السلام الرديء الذي لا يعني سوى الإقرار بسلطة المليشيا وشرعنة ما تفعله باليمنيين!!.
حين يتوقف المثقف عن أن يكون موجها لجيش ومقاومين يحاربون من أجل استرداد وطن على وشك الضياع الأبدي، فإن إمام المسجد، الذي لا يعرف للمعركة من سبب سوى أنها ضد من يخالفه في المعتقد، سيكون هو من يوجه أولئك المحاربين.
ثم تريدونها حربا نظيفة على مقاييس مزاجكم الروائي!!
ثم تريدونها حربا نظيفة على مقاييس مزاجكم الروائي!!
يخوض اليمنيون معركتهم الأقدس عزلا من كل الأسلحة الضرورية التي يجب أن يحوزوها في مواجهة حلف إرهابي متخلف، كهذا الذي يجمع بين المخلوع والحوثيين، فلا سياسيين محترمين يقودونه الى لحظة الخلاص، ولا مثقفين حقيقيين يسندونه، ويقفون الى جانبه في هذه اللحظة المصيرية من وجوده كشعب.