من جهة أخرى، اكدت مصادر صحفية أنّ عدد الخيام التي جهزت لغاية الآن أقل من 3 آلاف خيمة تفتقر جميعها إلى الفراش والماء والكهرباء والخدمات الصحية؛ بينما تتزايد أعداد العوائل النازحة كل يوم مع تجدّد عمليات القتال داخل مدينة الموصل، وأضاف المصدر أن عملية إيواء مئات الآلاف من النازحين الجدد يجب أن تكون سريعة، وعلى أكبر قدر من التعاون والتنسيق من قبل جميع الأطراف المعنية، وإلا ستكون هناك كارثة إنسانية تهدد نحو مليوني شخص هربوا من جحيم الحرب.
وحول معاناة سكان الموصل، تحدّث ذنون عمر مُهجّر من مدينة الموصل "تلقيت خبر استشهاد شقيقي زيدون بعد يومين من مقتله بقصف طائرات التحالف التي تلقي قنابلها على أحياء المدنية، حيث كان زيدون يقود سيارته في طريقه إلى المنزل، بينما قصفت الطائرات السيارة ما أدى إلى استشهاده على الفور".
وذكر أنّ أعمدة الدخان تغطي سماء الموصل، والوضع في غاية الخطورة داخل المدينة، وشدّد على أن الأهالي يعيشون حالة صعبة، ومن يحاول الخروج منهم يتعرض لخطر القتل والإعدام، كما أن الاتصالات مقطوعة داخل المدينة؛ مما يصعب التواصل مع من بقوا في الداخل.
ورغم خطورة وصعوبة الاتصال، إلا أن أهل "عمر" غالباً ما يقومون بالتواصل معه بين الحين والآخر للاطمئنان عليهم، لكن المعاناة كما أوضح لم تقف عند هذا الحد، بل إن الوضع الصحي ازداد سوءًا مع بداية المعارك، إضافة إلى قلّة المواد الأساسية التي شحّ وجودها أصلا قبل معركة تحرير الموصل.
من جهته، قال مجيد التميمي، ناشط في منظمات المجتمع المدني داخل إقليم كردستان العراق، لـ"العربي الجديد"، إنّ نازحي الموصل سيشكلون عبئاً جديدا على الجهات المعنية بإيوائهم، نظرا لقلة الدعم الحكومي لملايين سبق نزوحهم من مختلف المحافظات ومنها الموصل، واعتبر أن إغاثة النازحين وتوفير مستلزماتهم من خيام وطعام وتجهيزات صحية هي مسؤولية الحكومة العراقية قبل أي جهة أخرى، مبرزا أن أعداد النازحين تحتاج إلى ميزانية دولة وتنسيق عال لتوفير احتياجاتهم الأساسية.
وأشار إلى أنه يقوم مع فرق من الشباب المتطوعين في المنظمات المحلية بالعمل على مساعدة النازحين وتلبية احتياجاتهم الضرورية، والتنسيق مع إدارة المخميات داخل الإقليم والاستعداد لاستقبال النازحين الجدد من مدينة الموصل، وطالب التميمي التجار والمحسنين بمد يد العون والتبرع قدر الإمكان والتنسيق مع المنظمات المحلية لاحتواء أزمة النازحين والتخفيف من معاناتهم.
وتوقّع مسؤولون عراقيون ودوليون في تصريحات صحافية، أن تكون معركة الموصل صعبة لكن ما بعدها قد يكون أصعب، في ظل غياب خطط أو أموال لاستعادة الخدمات الأساسية وتوفير الأمن للسكان، ما قد يصل إلى 2.4 مليون مشرد.
يذكر أنّ الأمم المتحدة تقوم بتجهيز أكبر عملية إغاثة إنسانية هذا العام -حسب وصفها- مع ابتعاد السكان المذعورين عن طريق تقدم الجيش العراقي وعن المدينة نفسها، وسيحتاج هؤلاء للمأوى والغذاء والمياه والصرف الصحي لمدة تتراوح من 3 إلى 12 شهراً حسب مستوى الدمار المتوقع بالمدينة.