واعتبرا أن انتخاب رئيس فقط لا يكفي للخروج من الأزمة، لا سيما أن الوضعين المالي والاقتصادي للبلاد، وصلا إلى شفير "الكارثة".
وقال النائب عاطف مجدلاني، عضو كتلة "المستقبل" في البرلمان، لمراسل "الأناضول"، إن انتخاب رئيس جديد أعاد المؤسسات إلى أصول عملها"، كما "ثبت اتفاق الطائف (أنهى الحرب الأهلية في البلاد 1989)، وعروبة لبنان والنظام البرلماني الديمقراطي".
وأشار إلى أن ما سبق أُسس "سننطلق منها لنهضة اقتصادية واجتماعية في البلاد"، لأن الانطلاقة الاقتصادية والاجتماعية للبنان تتطلب استقراراً سياسياً، ووضعنا المالي والاقتصادي وصلا إلى شفير الكارثة".
عراقيل حزب الله
وتوقع مجدلاني وضع "عراقيل" من جانب "حزب الله" أمام تشكيل الحكومة الجديدة، لكنه عاد وقال: لكن العراقيل "لن تكون كبيرة" بوجه سعد الحريري (زعيم تيار المستقبل، المرشح الأرجح لتكليفه بتشكيل الحكومة)".
وأشار إلى أنه "ليس من مصلحة الحزب (حزب الله)، أو أي فريق تعطيل تشكيل الحكومة لأشهر، لذلك أتوقع أن تشكل الحكومة خلال أسابيع قليلة".
ورأى مجدلاني "أن تكليف الحريري حتمي، وأغلبية الكتل النيابية تؤيد تكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة"، حسب قوله.
ونوه إلى أن أسباب إعلان الحريري تأييد عون للرئاسة هي "اقتصادية ومالية ونقدية واجتماعية"، التي كانت تشهد تراجعاً منذ اللحظة الأولى للفراغ الرئاسي.
ولفت النائب عن كتلة "المستقبل" إلى أن الحريري قبل إعلان دعمه لعون، اتفق معه على 3 نقاط رئيسية، أن تكون الدولة قوية وقادرة، والاستمرار والتقيد بالنظام واتفاق الطائف وعروبة لبنان، إلى جانب تحييد البلاد، خاصة عما يجري في سوريا.
الاقتصاد على شفا الهاوية
من جهته قال رئيس "اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة" في لبنان، محمد شقير، لـ"الأناضول"، إن الوضعين الاقتصادي والمالي "حرَّكا الجميع في لبنان، بعد أن شكونا وقلنا إن الوضع أصبح على شفير الهاوية".
وأشار إلى أن السياسيين استوعبوا هذا التحذير متأخرين "لكن الأهم أنه تم استيعاب الموضوع".
وقال شقير: "وصلنا في العام 2016 إلى أسوأ المراحل اقتصادياً ومالياً، وهنا أشجّع الرئيس الحريري على هذا القرار، بتسهيل انتخاب رئيس الجمهورية، لكن انتخاب رئيس فقط أمر غير كافٍ، والمطلوب أن تتألف الحكومة بأسرع وقت ممكن، قبل أن يزداد الأمر سوءاً".
وتابع شقير: "واضح أن الجميع بات يعلم أن الجوع يهز أكبر كرسي، والشارع قد يتحرك، اليوم، أتمنى أن يكون الأمر واضحاً لدى الجميع".
ولفت إلى أنه سمع في خطاب الرئيس عون والحريري، تركيزاً على الوضعين الاقتصادي والاجتماعي، معتبراً أنه "أصبح أولوية للحكومة ولكل من يهمه لبنان ومصلحته".
وأصدرت المديرية العامة لرئاسة الجمهورية، أمس الأول الإثنين، بياناً يُحدد مواعيد الكتل النيابية لإجراء استشارات تسمية رئيس الحكومة، الذي بدوره يتولى مهمة تشكيل الحكومة الجديدة.
وفاز "عون"، الإثنين، برئاسة لبنان بعد حصوله على 83 صوتاً من أصوات النواب الـ127 الذين حضروا الجلسة، وهم كل النواب باستثناء نائب واحد قدم استقالته.
بينما اعترض على انتخابه 36 نائباً عبر التصويت بأوراق بيضاء، وأبطل 8 نواب أصواتهم بكتابة تعليقات عبرها.
وجاء فوزه في الجولة الثانية من التصويت، التي يكون الفائز بها بالأغلبية المطلقة (50% من النواب + 1)، أي 65 نائباً على الأقل، بعدما فشل في الفوز من الجولة الأولى التي تتطلب أصوات 86 نائباً على الأقل، أي ثلثي عدد النواب.