يواصل المدنيون المحاصرون شرقي مدينة حلب، إرسال نداءات استغاثة إلى المجتمع الدولي من أجل فتح معابر إنسانية وإجلاء الجرحى من المناطق التي يحاصرها جنود النظام السوري والمليشيات الشيعية المدعومة من إيران.
ويتكدس حوالي 200 ألف مدني في بضعة أحياء تسيطر عليها المعارضة شرقي حلب، في ظل حصار مطبق من الأرض، وقصف جوي من طائرات النظام السوري والطيران الروسي، فيما تمكن آلاف المدنيين من الانتقال إلى مناطق سيطرة النظام.
وتمكّن مراسل الأناضول الحديث بصعوبة مع محمد خليفة، أحد المدنيين المحاصرين شرقي مدينة حلب، عبر الإنترنت، الذي أطلق صرخة استغاثة للمجتمع الدولي من أجل إنقاذ الوضع المأساوي للمدنيين تحت الحصار، وفتح معابر إنسانية.
وقال خليفة: " وضع حلب أسوأ من السئ، لم تشهد المدينة في تاريخها مثل هذا الشيء، نحن نتعرض لكافة أنواع الهجمات.. الإنسانية ماتت، والضمائر غائبة، لا أحد يفكر بالمدنيين".
وأشار خليفة إلى العجز الذي أصيب به الدفاع المدني في إنقاذ المدنيين وتضميد جراحهم، بسبب غياب الإمكانات والدعم.
من جانبه أكد زاهر مصطفى المحاصر أيضا في المدينة، أنَّ القصف الجوي الذي يشنه طيران النظام السوري والروسي أجبر المدنيين للانتقال إلى مناطق سيطرة النظام.
ولفت مصطفى إلى صعوبة تأمين الاحتياجات الأساسية للمدنيين، كحليب الأطفال، وعلاج للجرحى والمرضى، في ظل الحصار والقصف المتواصل برا وجوا.
وأوضح أن هناك نقصاً حادًا في مستلزمات العمليات الجراحية، إلى جانب نقص الكوادر الطبية، في ظل ازدياد عدد الجرحى، قائلا: "لم نعد نجد الأماكن لدفن الموتى، هذا الوضع وفي ظل تكدس هذا العدد الكبير من المدنيين في منطقة ضيقة، ينذر بحدوث وباء".
وأضاف: "الطقس بارد جدا، والمدنيون لا طاقة لهم أكثر في تحمل الحصار، أحيانا نضطر لبتر أطراف المرضى لعدم توفر العلاج".
ومنذ 15 نوفمبر الماضي، خسرت المعارضة قرابة 65 بالمئة من المناطق التي كانت قد سيطرت عليها، في شرق حلب والتي كانت تقدّر بـ 45 كيلومتر مربع، وانحصرت حاليا ضمن مساحة تبلغ 16 كيلومتر مربع.
وتتعرض أحياء مدينة حلب الشرقية، منذ أسابيع، لقصف جوي وبري مكثف، من قبل قوات النظام السوري والمليشيات الموالية له، بغطاء روسي، بهدف السيطرة على مناطق المعارضة بعد 4 سنوات من فقدان السيطرة عليها.
وأسفر القصف عن مقتل مئات وجرح آلاف المدنيين، فضلاً عن تدمير البنى التحتية والمستشفيات والمدارس في المدينة.