سبعة ملايين ناخب تونسي سيذهبون يوم 6 أكتوبر/ تشرين أول 2019م نحو صناديق الاقتراع؛ لاختيار رئيساً للبلاد من بين 26 مرشحاً للرئاسة بينهم امرأتان، وشخص ينافس من داخل السجن، في ثاني انتخابات رئاسية تجري في البلاد بعد ثورة الربيع العربي التي انطلقت شرارتها من مدينة سيدي بوزيد/ تونس 2010م.
تشابه البرامج الانتخابية بين المرشحين حد التطابق للوصول لقصر قرطاج، وتختلف في إيجاد رؤية منطقية ومعقولة للخروج من الوضع المعيشي السيء للأسر ذات الدخل المحدود والمتوسطة، والذي تتضاعف معاناتهم منذ سنوات.
يبدو الإسلاميون أكثر حظاً في هذه الانتخابات، عبر مرشحهم "عبد الفتاح مورو" (71 عاماً)؛ وذلك للحضور البارز لهم في الشارع التونسي، وللنجاحات النسبية التي تحققت خلال الفترة الماضية على الجانب السياسي وكان للنهضة أثر لا يستهان به، إلا أن الرهان على الحضور على الأرض لا يكفي في ضل التكتلات والإعلام الموجة والنفوذ الخارجي وتأثيره على الداخل.
والصحيح أنه من المبكر التنبؤ بفوز أي تيار سواء كان إسلامياً أو يسارياً أو قومياً أو من النظام السابق، فحتى المناظرات التلفزيونية التي استمرت لثلاثة أيام على القناة التلفزيونية الرسمية الأولى وعلى الهواء مباشرة لم تحدث فارقاً كبيراً لدى المواطن البسيط.
أبرز المرشحين "عبدالفتاح مورو" المرشح من قبل النهضة ذو التوجه الإسلامي، وهناك أيضاً نبيل القروي، مؤسس قناة "نسمة" التلفزيونية وزعيم حزب "قلب تونس" الذي وجّهت له السلطات في الثامن من تموز/ يوليو تهمة "تبييض الأموال"، لكنّ الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أكّدت أن ترشيحه لا يزال سارياً، ما لم تتم إدانته، وهذا سيؤثر ولا يزال على فرص نجاحه في الانتخابات.
ومن الشخصيات البارزة في الانتخابات التونسية "المنصف المرزوقي" أول رئيس للجمهورية التونسية بعد الثورة على نظام زين العابدين بن علي، وهو مفكر وسياسي ومعارض سابق، ومدافع عن حقوق الإنسان، ويحمل شهادة الدكتوراه في الطب وله عدة مؤلفات في الفكر والسياسة والطب ورئيس سابق للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان.
وقدم المرزوقي ترشحه للانتخابات الرئاسية المبكرة ضمن تحالف انتخابي يضم حزبه وحزب "حركة وفاء" ومبادرة "ونس أخرى" وقال في تصريح أثناء تقديم ملف ترشحه "أنا مواصل طريقي في محاربة الفساد وتجاوز النظام القديم وخلق نظام جديد بأجيال جديدة".
وتخوض السباق أيضاً امرأتان، هما المحامية ورافعة لواء مناهضة الإسلاميين والدفاع عن نظام بن علي، عبير موسي، ووزيرة السياحة السابقة وامرأة الأعمال سلمى اللومي.
ومن بين كل دول الربيع العربي استطاعت تونس أن تشق طريقها باقتدار حتى الآن متجاوزة جملة من المنعطفات والمطبات السياسية والمحاولات الخارجية في حرف مسارها نحو الاستقرار، وينظر لها مراقبين بأنها كما كانت الملهم للشعوب العربية في التغيير واسقاط الأنظمة المستبدة 2011م، فهي ملهم بتجربتها الديمقراطية الوليدة.