عقد الرئيس الأميركي باراك أوباما، جلسة مباحثات مع العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، وذلك فور وصوله إلى العاصمة السعودية الرياض في زيارة يجري خلالها عقد قمة خليجية أميركية يوم غدٍ الخميس.
وبحسب وكالة الأنباء السعودية، فقد "أستعرض الملك سلمان مع أوباما العلاقات الثنائية بين البلدين، وتطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، والجهود الدولية تجاهها ومن بينها مكافحة الإرهاب".
وتأتي زيارة أوباما إلى السعودية على خلفية علاقات الولايات المتحدة المتوترة، أخيراً، على نحو متزايد مع السعوديين، الذين لا يزالوا يعارضون بشدة تواصله مع إيران ويشككون في نهجه بشأن سورية.
وقال أوباما قبل عقد المباحثات مع العاهل السعودي إن: "الشعب الأميركي يرسل تحياته، ونحن ممتنون للغاية لحسن ضيافتكم، ليس فقط لهذا الاجتماع ولكن لاستضافة اجتماع دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة غداً".
ورد الملك سلمان، بالثناء على أوباما، الذي يقوم بزيارتة الرسمية الرابعة للرياض منذ توليه منصبه، قائلاً: "الشعور متبادل بيننا وبين الشعب الأميركي".
ومن المقرر أن يتوجه الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى العاصمة البريطانية لندن ومدينة هانوفر الألمانية، عقب عقد القمة الخليجية السعودية يوم غدٍ الخميس.
وتستعد دول مجلس التعاون الخليجي الست للمشاركة في القمة، التي قال البيت الأبيض إنها ستركز على الاستقرار الإقليمي ومكافحة الإرهاب، بما في ذلك ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) و"القاعدة"، وإيران.
ومن المتوقع أن تتناول المحادثات أيضاً الحملة العسكرية التي تقودها السعودية ضد جماعة " (الحوثيين) في اليمن.
وكان في استقبال أوباما بمطار الملك خالد الدولي، الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز آل سعود، حاكم الرياض. ولم يبث التلفزيون السعودي لقطات فورية لوصول أوباما، ولكنه عرض قبل هبوط طائرة الرئاسة مراسم استقبال الملك سلمان لكبار المسؤولين من دول الخليج لدى وصولهم لحضور قمة مجلس التعاون الخليجي.
ويساور القادة السعوديين القلق من أن التنازلات التي منحت لإيران في الاتفاق النووي العام الماضي ستشجعها على مواصلة ما يراه السعوديون تدخلاٍ "عدوانياً" في أنحاء المنطقة.
وكانت تصريحات أخيرة لأوباما دعا خلالها كلا من السعوديين والإيرانيين إلى حسن الجوار، أزعجت المسؤولين في الرياض. ومع ذلك، وفي دلالة على أهمية السعودية للسياسة الأميركية في المنطقة، يقوم أوباما برابع زيارة له إلى المملكة للقاء المسؤولين هناك.
وقبيل زيارة أوباما، دعا أعضاء من مجلس الشيوخ الأميركي الرئيس إلى الضغط على السعودية في مجال حقوق الإنسان، وإثارة قضية ناشطين مسجونين، هما المدون رائف بدوي والمحامي الحقوقي وليد أبو الخير. وهناك خلف القضبان أيضاً الشاعر الفلسطيني أشرف فياض، الذي حكم عليه بالإعدام بتهمة الردة، ولكن تم تخفيف الحكم عليه لاحقاً إلى عقوبتي السجن والجلد.
وقال ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي يتولى أيضاً منصب وزير الدفاع، قبيل زيارة أوباما إنّ الخليج والولايات المتحدة يجب أن يعملا معاً لمواجهة التحديات، ومنها الإرهاب وعدم الاستقرار وما وصفه بالتدخل الإيراني في شؤون دول المنطقة.