وفي أول حديث لبن سلمان مع قناة أميركية، في سياق زيارته إلى واشنطن الثلاثاء، ذكر، خلال مقابلة تلفزيونية في برنامج "60 دقيقة" على شبكة "سي بي إس"، أن الرياض حصَّلت أكثر من 100 مليار دولار عبر "تسويات مكافحة الفساد"، في إشارة إلى ما أعقب حملة الاعتقالات الواسعة التي استهدفت أمراء ورجال أعمال منذ نوفمبر الماضي، ولقيت انتقادات واسعة.
ورداً على سؤال حول بذخه في الإنفاق، قال: "أنا ثري ولست فقيراً... لست غاندي أو مانديلا"، لافتاً إلى أن التوقيفات التي حصلت "تمت بناء على القوانين".
وأضاف: "ما تم من توقيفات كان ضرورياً وقد حصلنا على أكثر من 100 مليار دولار"، قبل أن يستدرك بأن "الهدف الأول هو معاقبة الفاسدين وليس تحصيل الأموال".
وسبق أن أعلن النائب العام السعودي، سعود المعجب، في الخامس من فبراير الماضي، أن "القيمة المقدرة لمبالغ التسويات" مع أشخاص مفرج عنهم تجاوزت 400 مليار ريال (107 مليارات دولار تقريباً)، وتمثلت في عدة أصول (عقارات وشركات وأوراق مالية ونقد وغير ذلك).
وواجهت حملة الاعتقالات الواسعة التي شهدتها المملكة استنكاراً شديداً من جمعيات حقوقية دولية، آخرها دعوة منظمة "هيومن رايتس ووتش"، المعنية بتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان، الأربعاء الماضي، الرياض إلى "التحقيق الفوري في ادعاءات بسوء معاملة السلطات لأشخاص بارزين، احتُجزوا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ومحاسبة المسؤولين".
ولفتت المنظمة إلى ما ورد في صحيفة "نيويورك تايمز" قبل أيام عن أن 17 معتقلاً من بين الأمراء ورجال الأعمال والمسؤولين الحكوميين السابقين والحاليين المحتجزين في فندق "ريتز كارلتون" طلبوا العلاج بسبب الإيذاء الجسدي، وأن أحدهم توفي فيما بعد أثناء الاحتجاز، "وكانت عنقه ملتوية وجسمه متورماً جداً، ولديه علامات أخرى لسوء المعاملة"، حسب التقرير.
وأوضحت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "هيومن رايتس ووتش"، أن "سوء المعاملة المزعوم في فندق ريتز كارلتون يشكل ضربة خطيرة لمزاعم محمد بن سلمان بأنه إصلاحي عصري".
وبشأن ما إذا كانت السعودية تحتاج إلى أسلحة نووية لمواجهة إيران، أوضح بن سلمان أن "المملكة لا تريد الحصول على أي قنبلة نووية، ولكن من دون شك إذا طورت إيران قنبلة نووية، فسوف نتبعها في أقرب وقت ممكن".
وفي رده على سؤال حول جوهر المنافسة بين إيران والسعودية وما إذا كانت "معركة من أجل الإسلام"، ذكر أن "إيران ليست منافساً للمملكة العربية السعودية، فجيشها ليس من بين الجيوش الخمسة الأوائل في العالم الإسلامي، كما أن الاقتصاد السعودي أكبر من نظيره الإيراني. إيران بعيدة عن أن تكون منافساً للسعودية".
وأعاد بن سلمان تأكيده على وصف المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بـ"هتلر الجديد في الشرق الأوسط"، معللاً ذلك بأنه "يريد التوسع، عبر إنشاء مشروع خاص به في الشرق الأوسط يشبه إلى حد كبير مشروع هتلر في ذلك الوقت".
وأضاف أن "العديد من الدول حول العالم وفي أوروبا لم تدرك مدى خطورة هتلر حتى حدث ما حدث. لا أريد أن أرى الأحداث نفسها تتكرر في الشرق الأوسط".
وفيما يتعلق باليمن، أبرز أن "الفكر الإيراني تسلل إلى أجزاء كبيرة من اليمن"، متهماً مليشيا الحوثي باستغلال المساعدات الإنسانية لصالحهم.
ويزور بن سلمان واشنطن، إذ ينتظر أن يلتقي الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في البيت الأبيض، غداً الثلاثاء.
وأعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، أن ترامب ينوي أن يبحث مع بن سلمان سبل تعزيز العلاقات الأميركية السعودية، "وكذلك تحقيق الأهداف ذات الأولوية المشتركة في المجالين الاقتصادي والأمني".