ساعات طويلة أثناء التنقل
يخوض المسافرون الداخلون من منطقة الحوبان إلى مدينة تعز رحلة شاقة، تصل إلى 6 ساعات متواصلة، كل ذلك؛ بسبب الحصار الحوثي، في حين أن المدة الطبيعية التي يستغرقها العابر بالوضع الطبيعي لنفس المسافة لا تتجاوز 10 دقائق تزيد أو تنقص قليلاً.
صلاح عبد العزيز مواطن يمني، يتحدث لـ قناة بلقيس عن قصص المعاناة التي يواجهها في طريقه إلى تعز: "أعمل كمهندس زراعي في منطقة النشمة بمديرية التربة، وأضطر للسفر إلى المقر الرئيسي لعملي في مدينة صنعاء بين الفترة والأخرى، وللعودة إلى منزلي، يجب علي أن أقطع أكثر من 5 ساعات للوصول إلى منطقة الحوبان!
تستمر رحلتي الشاقة من دمنة خدير إلى الراهدة عابراً سائلة الخوجة ثم طور الباحة يليها هيجة العبد ثم إلى التربة وصولاً إلى منزلي في النشمة، وهذا، بما يستغرق 10 ساعات؛ بسبب وعورة الطريق ونقاط الحوثيين المنتشرة في الطرقات".
ويضيف: "بأن الطريق ضيق وغير معبد، ومليء بالحفر والمطبات، كما يفتقر لأغلب وسائل السلامة ومعايير الأمان، وهو الطريق في اتجاه واحد فقط، واذا صادفت في طريق شاحنة كبيرة، أضطر للتراجع للخلف حوالي نصف ساعة للسماح للشاحنة بالعبور، واتمكن بعدها من مواصلة السير، كل ذلك، مع تحمل الجوع والعطش إذا لم أجلب معي حاجتي، ونادراً ما يوجد مطعم أو بقالة أو خدمات عامة.!
ويعتقد المهندس صلاح: "بأن المشكلة الكبرى التي ممكن أن يواجهها هو أن تتعطل سيارته في الطريق، ويقول: "لا توجد ورش صيانة على الطرق، عليك أن تطلب مهندس متخصص من محافظة اب أو القاعدة أو من داخل المدينة مهما كانت تكلفته مرتفعة، كما تضطر إلى البقاء ليوم أو أكثر حتى وصوله، إضافة لا توجد فنادق أو استراحات على الطريق للمبيت إذا لزم الأمر.
منحدرات قاتلة
تداهم السيول في فترة الصيف الطرق، مما يجعلها أكثر خطورة، وقد تؤدي بحياة الكثيرين وتجرف ممتلكاتهم، وهنا يقول "غلاب سيف" يعمل كسائق عربة نقل في حديث له مع قناة بلقيس: " بالرغم من الصعوبات التي يواجهها السائقين في عبور تلك السلسلة الجبلية الضيقة والتي تحوي العديد من المنحدرات الغير آمنه، إلا أنه في فترة الأمطار يجد السائقين أنفسهم أمام مخاطر إضافية.
حيث تصبح تلك المنحدرات زلقة جداً لاسيما أعلى منطقة الأقروض "رأس النقيل"، الذي يشهد العديد من الحوادث ووفاة الكثيرين، ناهيك عن المخاطر التي تتعرض لها الشاحنات الكبيرة المحملة بالبضائع في عبور تلك المناطق الجبلية الضيقة، ففي حال توقفها؛ تتسبب بشلل كلي لحركة السير على ذلك الطريق، مما يضطرنا للوقوف طويلا حتى إنهاء المشكلة.
ويؤلمني ما أراه في طريقي لآثار تلك الحوادث، وما أسمعه عن الأرواح والممتلكات والبضائع التي جرفتها السيول وزادت الناس معاناة إلى المعاناة التي يعيشوها بسبب أوضاع الحرب.
علي سعيد له قصة أخرى يرويها لبلقيس: " كنت أسير فوق مرتفعات جبلية شاهقة بمنطقة الأقروض وأنا في طريقي إلى مدينة تعز مع أسرتي المكونة من أربعة أشخاص، هطل المطر فجأة، وبدأت أحس بالخطورة وبأن الطريق زلق، وهنا: كنت أتمنى أن أقف إلى أن ينتهي المطر، فلا سبيل لذلك لأن الطريق لا يسمح بعبور أكثر من مركبة واحدة، فتوقفي يعني وقوف جميع المركبات خلفي، اضطررت للمواصلة والخوف ينتابنني.
ويضيف: " فالمنحدرات المتكونة بفعل الأمطار تأتي فجأة وبدون سابق إنذار، وليس لها صيانة ولا يوجد لها تصاريف أو مصدات أو على الأقل أجهزة إنذار أو مكبرات صوت لتنبيه المسافرين".
التقطعات معاناة أخرى!
تشهد تلك المناطق اندلاع اشتباكات بشكل مفاجئ بين قوات الجيش الوطني الشرعي التابع لمحور تعز وجماعة الحوثي المتمركزة في أسفل الأقروض، مما يتسبب في تعطل حركة السير، ناهيك عن التقطعات والابتزازات التي يواجهها المسافرين من قبل أفراد النقاط الحوثية.
يتحدث غلاب لـ بلقيس: "تندلع أحيانا مواجهات بشكل متقطع بين القوات الشرعية والحوثية، تتسبب بقطع الطريق ليوم أو أكثر، تتوقف معها كثير من الاحتياجات الطارئة والمصالح العامة، خاصةً إذا ما كانت هناك حالات اسعاف طارئ، فيما قد نضطر أحياناً للوقوف للساعات قليلة ريثما تهدأ المواجهات ثم نواصل العبور".
ويشير صلاح في حديثه لقناة بلقيس:" بسبب الانفلات الامني نتعرض أحياناً لإطلاق رصاص من جهات غير معروفة خصوصا عندما نسير ليلاً في هذه الطرقات ".
ويضيف غلاب: "أن سائقي المركبات يتعرضون للابتزاز من قبل النقاط الحوثية، ويضطر سائقي الشاحنات دفع مبالغ كبيرة من أجل عبور بضائعهم، مالم يتم حجزهم ومصادرة بضائعهم، فيما يتعرض المسافرين للإهانة والابتزاز والكلمات الجارحة والتحقيق معهم من قبل القائمين على النقاط الحوثية، وأحيانا يتم أخذ بعض الأشخاص تعسفيا من داخل وسائل النقل العامة".