مضى العام 2017 عشر كسابقيه دون نتائج حاسمة، لكنه كان الأكثر جموداً على صعيد الحراك السياسي، عدا مقترح يتيم أعلن عنه المبعوث الأممي في جلسة مناقشات لمجلس الأمن المنعقد في الثامن عشر من شهر أغسطس.
أوضح المبعوث الأممي في إحاطته تلك أن المقترح يرمي إلى المحافظة على مؤسسات الدولةِ الحيويةِ والمساعدةِ في المرحلة الأولى على تأمينِ تدفقِ المساعداتِ الإنسانية ودفع الرواتب لموظفي الدولة والحدّ من تهريب السلاح.
فيما يهدفُ المُقترح المطروح بشكلٍ أساسي إلى ضمانِ استمرارِ عَمل ميناءِ الحُديدةِ دونَ انقطاع وبِشكلٍ آمنٍ كونهُ الشَريَان الأساسي للاقتصادِ اليمني. ويشتملُ المقترح على خطةٍ عمليةٍ ترتكزُ على تسليمِ الميناءِ إلى لجنةٍ يمنيةٍ مكونةٍ من شخصياتٍ عسكريّة واقتصاديّة تَحظى بِقَبولٍ واسع وتعمل تحتَ إشراف وإرشاد الأمم المتحدة.
ستعملُ اللجنةُ على الحدِّ من تهريبِ السلاح وضمان أمن وسلامةِ الميناء؛ عملياته وبُنيتهُ التَحتيّة، كما ستعملُ على ضمانِ التدفّق السّلس لِلموادِ الإنسانية والبضائع التجارية من خِلالِ الميناء إلى كافةِ أرجاءِ اليمن وتحويلِ إيرادات الميناء لدعم استئناف دفع الرواتب للموظفين المدنيين.
رفض هذا المقترح بشكل مباشر من جانب الحوثيون فيما أظهر المؤتمر الشعبي العام موقفاً موارباً حياله، وسرعان ما وضع الحوثيون وحزب المؤتمر الشعبي العام قبل أن يطيح الحوثيون برئيسه في الرابع من شهر ديسمبر، عراقيل كثيرة أمام المبعوث الأممي وبلغ بهم الأمر حد المطالبة بتغييره وإنهاء مهمته.
جاء ذلك بعد أن تعمد شريكا الانقلاب الامتناع عن لقاء المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ زيارته التي لم تتكرر أبداً إلى صنعاء في الثاني والعشرين من مايو، بل أن المبعوث الأممي تعرض لاعتداء أعلنت الأمم المتحدة حينها أنها محاولة اغتيال.
أمضى المبعوث الأممي النصف الثاني من العام ألفين وسبعة عشر في العاصمة الأردنية عمان متنقلاً بين القاهرة والرياض وطهران ونيويورك بعد أن سد الانقلابيون أمامه كل الأبواب لإعادة إحياء المشاورات ومعاودة زيارة صنعاء.
في نهاية العام بدت الرياض أكثر تشبثاً بمقترح المبعوث الأممي بشأن الحديدة، فقد أعلنت في أعقاب إطلاق الحوثيين الصاروخ الباليستي الثاني من نوعه على العاصمة السعودية الرياض، أنها بصدد السماح بإبقاء ميناء الحديدة مفتوحاً بل أنها تبرعت بتمويل كلفة الكرينات الأربعة التي أعلن برنامج الأغذية العالمي أنه سيقوم بتركيبها في ميناء الحديدة لاستعادة طاقته الكاملة في مناولة البضائع.
الإعلان السعودي اقترن بالرغبة في اختبار النوايا لدى الطرف الحوثي الانقلابي الذي بات يتحكم بالعاصمة صنعاء بشكل كامل بعد أن أنهى الوجود السياسي لشريكه في الانقلاب، المؤتمر الشعبي العام.
كان آخر بيان أصدره المبعوث الأممي واختتم به هذا العام قد تضمن موقفا مندداً بإطلاق الحوثيين صاروخا على الرياض، واعتبر إطلاق الصاروخ بأنه لا يخدم عملية السلام في اليمن.
تراجع خيار السلام وفي مقابله تصاعدت العمليات العسكرية لتصنع واقعاً ميدانياً جديداً عنوانه المزيد من تراجع الميلشيا تحت وقع حرب يبدو أنها ستستمر حتى الحسم