قال التحالف في بيانه أنه راقب بكل أسف عدم استجابة جميع الأطراف لنداءات التهدئة.
في الواقع، لم يستجب التحالف لمطالب رئيس الحكومة الشرعية أحمد عبيد بن دغر، والذي طالب الإمارات تحديدا بموقف صريح من أحداث التمرد التي قام بها المجلس الانتقالي المدعوم منها.
ذهب التحالف يردد نفس المفردات الصادرة عن العواصم الغربية، رغم أنه يستمد شرعيته القانونية وتواجده في الأراضي اليمنية من الحكومة الشرعية، والتي ساوى بينها وبين مليشيا التمرد.
أمريكا وفرنسا وروسيا والأمم المتحدة، أصدرت بيانات مليئة بالقلق المعتاد، ودعت جميع الأطراف في عدن إلى الجلوس على طاولة الحوار..
كثير من هذه المواقف تم اختبارها قبل سقوط صنعاء في قبضة مليشيا الحوثي، لكن الوقائع على الأرض مختلفة.
ويبدو ان هذه المواقف تمضي الآن في طريق أسوأ لليمنيين؛ حيث تسعى بريطانيا لتسويق مبادرة جديدة للحل في اليمن بالتنسيق مع عواصم المنطقة وبينها طهران التي زارها وزير الخارجية بوريس جونسون مطلع يناير الجاري.
وكشف سفير اليمن في لندن الدكتور ياسين سعيد نعمان قبل أيام عن تعرض بريطانيا لضغوط بشأن تقديم مشروع لتعديل القرار الأممي 2216 الخاص باليمن.
ما يعني ان الجهود الدبلوماسية الجبارة التي قادتها دول الخليج لصدور هذا القرار في منتصف إبريل 2015م ، عادت لتتخلى عنه وتكتب مصير إدانتها في جرائم الغارات الجوية التي حدثت في اليمن.
دخول دول التحالف في اللعبة الدولية للعبث بشمال اليمن وجنوبه، سيرتد على الأمن القومي لدول الخليج وبالذات السعودية. لم يعد الأمر من قبيل التكهنات والتحليلات، فالنار تشتعل في الحدود الجنوبية للملكة.
أيضا الصواريخ الباليستية وصلت إلى عمق أراضيها. وتشير التقارير إلى تطورات في القدرات الصاروخية لمليشيا الحوثي وتلقيها تدريبات على يد خبراء من إيران وحزب الله.
بالنسبة للمواقف الصادرة عن العواصم الغربية فهذا ديدنها منذ عقود في كل قضايا الحروب والصراعات الدائرة في منطقة الشرق الأوسط. لكن ماذا عن التحالف العربي المسمى "تحالف دعم الشرعية في اليمن".
يتساءل اليمنيون الآن.. هل تحول إلى تحالف دعم الانقلاب على الشرعية في اليمن؟