أهالي حي سكني أكدوا لـ "بلقيس نت" أن المبنى الضخم الذي يُشييد بالحي تعود ملكيته لقيادي حوثي، اشترى المكان بمبلغ 160 مليون ريال وفيه مبنى تم هدمه لتشييد مبنى حديث باذخ.
مساحة الأرض وفق الأهالي 7 لِبن (اللبنة وحدة قياس مساحة محلية في صنعاء تساوي 44 متراً مربعاً)، وثمنها الفعلي حسب الزمان والمكان لا تزيد على 90 مليون ريال، فيما القيادي المنحدر من بيت المؤيد دفع مبلغ 160 مليون ريال.
طفلة جائعة وبرج فاره
وفي شارع الرقاص بالعاصمة صنعاء ينتصب برج يتكون من 10 طوابق بواجهة زجاجية، وفي الجهة المقابلة في ذات الشارع، تتخذ امرأة مع طفلتيها طوال ساعات اليوم مكاناً لتحصل على عطف المارة والتصدق عليها بما تيسر من النقود والطعام.
مبانٍ آخرى تتناثر على امتداد العاصمة صنعاء التي تغرق بوحل الفقر الذي يتسع أكثر فأكثر، المباني هذه تعكس مظهر ثراء كبير يهمس كثير بأنه إحدى المكاسب التي حققتها قيادات حوثية من الحرب.
قبل أكثر من عام تحدث ناشطون بأن أسرة تنتمي لمليشيا الحوثي كانت تعيش حياة بسيطة ولا ثروة لها ومع سيطرة الحوثيين على مساحة من جغرافيا اليمن وتولى أفراد من هذه الأسرة مناصب قيادية هامة في هيكل الوظيفة العامة للدولة امتلكت ثروة كبيرة وتوجهت لتشييد بنايات عملاقة.
الكاتب حمزة المقالح تحدث حين ذاك على ما أسماه "عمارة ذات العماد" والتسمية ساخرة تشبيهاً، وأطلق عليها القيادي المنشق عن مليشيا الحوثي علي البخيتي" العمارة القرآنية"وتتألف من 8 أدوار، وحسب تناولات كثيرة فإن ملكية العمارة خاصة بمالك قناة وإذاعة صحيفة الهوية العماد وإخوته الذين صار أحدهم يشغل منصب رئيس الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة بتعيين من مليشيا الحوثي.
البخيتي ذكر أن كلا الشابين كانا لا يجدا مصروف يومهما، ونتيجة لسطو المليشيا على أموال وثروات اليمن تحولا إلى أثرياء باذخين.
بسخرية يذكر سمسار الأراضي عبدالله خالد، أن انقلاب مليشيا الحوثي على الدولة أواخر العام 2014 بمساعدة الرئيس السابق علي عبدالله صالح ومن ثم الحرب التي أكلت اليمن، حولت الحوثيون أشخاص بسطاء إلى أثرياء يشترون الأراضي ويشيدون المباني الفارهة بمئات ملايين الريالات.
معادلة مختلة
يقول خبراء اقتصاديون لـ "بلقيس نت" إن مظاهر الثراء التي برزت للسطح على قيادات حوثية بالعاصمة صنعاء في ظل الحرب، كشفت حقيقة أن مليشيا الحوثي نهبت احتياطي البنك المركزي اليمني المُقدر بـ 4.7 مليارات دولار وأموال صناديق التقاعد البالغة حوالي 800 مليار ريال وغيرها من الأموال، لتكوين ثروات مهولة.
وعلى النقيض أخلت مليشيا الحوثي كامل مسؤولياتها من الحقوق، وكمثال بسيط: تنصلت من حقوق المتقاعدين ورواتب موظفي الدولة وغيرها من الحقوق التي جاءت تحملها لتسقط البلد في دوامة الفقر والحرب والفساد والقمع.
خوف ورعب
مكاتب العقارات التي انتشرت بالعاصمة صنعاء بشكل كبير وغير مسبوق منذ سنوات، ترفض الحديث عن مبررات ارتفاع أسعار العقارات بصنعاء بصورة جنونية رغم أنها بداية الحرب كانت هبطت بما يقارب 60% جراء نزوح الأهالي منها خوفاً من ضربات الطيران أو أن تتحول صنعاء إلى جبهة حرب ملتهبة.
أيضاً موجة خوف ورعب تنتاب غالبية سكان الحي عند سؤالك لمن تعود ملكية هذا المبنى الضخم الذي يُشييد ويطالبونك بالمغادرة تجنباً للبطش والتنكيل.
ويتمدد شراء الأراضي وتشييد المباني إلى غرب الحثيلي ومدينة الشباب أرتل ومحيط مستشفى الدرن وفي أحياء الخمسين، الأصبحي، حدة، بيت بوس، قاع القيضي وجنوبا إلى المطار الجديد، الرحبة، بئر أحمد، دارس، الروضة وشملان وهمدان (غربي)ً كما استولوا على الأراضي العامة للدولة.
وتفيد معلومات مسربة من مصلحة أراضي وعقارات الدولة_ صنعاء، أنَّ جماعة الحوثي وزعت من أراضي الدولة في أمانة العاصمة حوالي مليون متر مربع خلال الـ 3 الأعوام الماضية لعناصرها والموالين لها.
طوق أمني
ويقول(م.م.ع) لـ"بلقيس نت" وكان ضابط بالحرس الخاص، تهدف مليشيا الحوثي بتمددها وشراء الأراضي والمباني والمنازل في مختلف أحياء ومناطق العاصمة صنعاء وبشكل خاص مداخلها لنشر عناصرها كطوق أمني حول صنعاء، وضمان بقاء تواجدها في كل الأحياء والمناطق.
وذكر مقاولون نفذوا مباني لحوثيين بالعاصمة صنعاء أنه تم تصميم البدرومات على شكل غرف ضيقة لا تتجاوز 1.5 متر في متر أي ما يشبه غرف السجون الفردية، وبدرومات أخرى صُمتت لتكون مخازن غير اعتيادية.
وتتوسع استثمارات الحوثيين خارج اليمن لتصل الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، وبحسب تقرير سابق لقناة المستقبل اللبنانية، أنشطة الحوثيين التجارية توسعت إلى ما بعد الضاحية الجنوبية، بمبالغ مالية قد تتجاوز ملياراً و400 مليون دولار وبدعم شخصيات ورجال أعمال شيعية.
ويذكر خبير اقتصادي بأنه تدخل إلى خزينة الحوثيين نحو 72 مليون دولار شهرياً من ميناء الحديدة، وما يقارب 150 مليار ريال شهريا ضرائب وجمارك وخدمات، وحوالي 40 مليار ريال شهريا فوارق بيع المشتقات النفطية ناهيك عن الإتاوات والجبايات وموارد سنوية مثل الزكاة تُقدر بأكثر من 280 مليار ريال، وبما يعادل عشرات مليارات الريالات مساعدات.
ويختم الخبير الاقتصادي حديثه لـ"بلقيس نت" إن تمدد وتوسع الحوثيين في امتلاك المباني الضخمة والمتداخلة بالأحيا بالعاصمة صنعاء له بعدين أمني وغسيل أموال.