حيث دشن الحملة، الفنان رشاد السامعي، بعدد من الرسومات التي تحاكي واقع الحصار والمعاناة التي يعشيها السكان في المدينة، مع صمت محلي واقليمي ودولي كبير، ونشرت في عدد من المواقع الإلكترونية وعلى صفحته في فيسبوك وتويتر وتناقلها ناشطون يمنيون.
وفي الرسمة الأولى التي نشرت في العاشر من سبتمبر/ أيلول 2019م الجاري بـ "موقع قناة بلقيس" وأعاد نشرها على صفحته الشخصية "فيسبوك" تحت عنوان "الطريق حياة" حيث تحاكي كيف أن الحوثيين يضيقون الممر العلاجي الرئيس لمدينة تعز؟ فالحوثيون يتحكمون بهذه الطريق منذ خمس سنوات، فيما يرفض التحالف العربي المشاركة في فتح الطريق، مع حديث يتردد أن التحالف ذاته يشارك في حصار المدينة بطريقة غير مباشرة.
وفي الـ 14 سبتمبر/ أيلول 2019م الجاري نشر "السامعي" رسمة جديدة أكثر تعبيراً حول الحصار والمعاناة التي تلف المدينة، فيظهر وجه امرأة يمنية "تعزيَة" تتقاطر منها الدموع، ويرهقها التعب، وتعيش معاناة حقيقية بسبب مشكلات الطرق المقطوعة لكل المداخل المؤدية للمدينة، تحت ذات الشعار "فكوا الحصار عن تعز، الطريق حياة".
ورغم أن بعض من الناشطين والسياسيين، أطلقوا تصريحات ومعهم منظمات دولية عن أهمية فتح مطار صنعاء الدولي أمام المسافرين اليمنيين، وهذا مهم إلا أن الجميع يتناسى ويتغافل عن الحصار المفروض على تعز، وهو أشد وأنكى كون الذي يفرض الحصار هو الحوثي، يقابله صمت دولي ومباركة للتحالف، فكانت الرسمة تحاكي هذا الواقع الأليم.
بعد الرسمة الأولى بيوم واحد فقط، أي في 15 سبتمبر/ أيلول 2019م نشر "الفنان السامعي" رسمة جديدة تحمل رسالة عن المسافات التي يقطعها المواطن التعزي أثناء الليل ومخاطر الطريق بالنسبة للمسافر، سيراً بين الجبال والوديان، فيما المسافة الحقيقية المقطوعة بين نقطتين لا تتعدى 6 كم فقط، ورغم هذه الحقيقة المرة إلا أن الصمت هو سيد الموقف حتى الآن، ولا أمل من فك الحصار وانهاء المعاناة، وعودة الأوضاع إلى سابق عهدها.
وفي ذات اليوم أيضاً 15 سبتمبر/ أيلول 2019م نشر السامعي، رسمة جديدة، نشرت في موقع المصدر أونلاين، تعكس مخاطر الطريق بسبب الحصار، ومخاطر قُطاع الطرق والنقاط العسكرية للمسلحين، فيما تحمل رسالة أخرى بأن أفاعي الحوثين تتحكم بأنفاس المدينة التي باتت في المشفى وفي وضع حرج جراء المعاناة المستمرة، حيث يحاول الفنان السامعي لفت الانتباه، وإعادة التذكير بهذه المأساة.
وأمس الاثنين 16 سبتمبر/ أيلول 2019م نشر صورة ضمن الحملة، تجسد المتاعب لدى المواطن التعزي وهو يعتمد على الطرق البديلة خارج دائرة الحصار، والمشقة في التنقل وهو يحمل امتعته على ظهره مع أن الطرق هنا ذات مخاطر كبيرة، بين الجبال والسهول والهضاب وبين الحشائش والأحجار.
وفي 17 سبتمبر/ أيلول 2019م تحدث عن الحصار المفروض على مدينة تعز بلغة يقرب فيها صورة الحصار، فكما أنه رسم صور سابقة للمسافرين في الليل فهو أيضاً ينشر صورة للتنقل في النهار، وتعكس بعد المسافة بين الجبال والوديان، بينما المسافة بين نقطتين صغيرة فيما لو فتح الحصار.
رسائل كثيرة أوصلها الفنان السامعي إلى الداخل اليمني والخارج والعالم، عن فذاحة الحصار وما يخلفه من أثار، وكيف يعطل حياة الناس، فهناك أسر لا تبعد المسافة بينهما سوى أقل من نصف ساعة بالسيارة بينما الحصار المفروض على المدينة يجعلها من 8 ساعات إلى 12 ساعة وربما أكثر، أضف إلى ذلك أن أوقات تحرك السيارات في أوقات محددة وخاصة في الليل ما يجعل الانتظار طويلاً ومخاطر السفر كثيرة وصمت العالم تجاه هذه المعاناة المستمرة منذ خمس سنوات أكثر فداحة.
لا تتوقف معاناة المدينة من الحصار فقط، فالقذائف والمجازر التي استهدفت المدينة غير قليلة، وتقارير المنظمات الدولية على محدوديتها توكد هذه الحقيقة، فهناك أكثر من ستة ألف شهيد وما يقارب 22 ألف جريح من هذه المدينة خلال الخمس السنوات الماضية، وجيش من المعاقين ومئات من المنازل المهدمة والشوارع المليئة بالألغام.
وفي تاريخ 30 يوليو/ تموز 2019م الماضي، كانت إحدى لوحات رشاد السامعي تعبيراً عن الوضع الذي تعيشه الأحياء السكنية في تعز، جراء القصف والاستهداف المتعمد من قبل الحوثيين، تقول الصورة ما هو أكثر، حيث تجسد الحقيقة من خلال الرعونة لدى الحوثيين، وعدم المبالاة بحياة المدنيين، وكيف أن ملشياتها تقتل بصورة متعمدة وتورطت في عدد من الانتهاكات والجرائم والمجاز ولا تلام بأكثر من توثيق الحوادث وصدور إدانات باهتة!، وهو ما يجعل التمادي مستمر.!