أرقام تتصاعد بشكل كارثي وعداد الضحايا لا يميز بين طفل او كبير، تحذيرات متوالية واستجابة محدودة على كافة الأصعدة.
يسقط الضحايا بشكل متوالي ويموتون بصمت بعد ان عاشوا كأرقام غير مرئية على هامش الصراع الإقليمي والدولي وجشع السلطة الممزوجة بدماء الأبرياء.
من الحديدة الافقر والأكثر جوعا الى صنعاء العاصمة الموبؤءة بالمليشيا وصولا لأقصى ريف ابين ولحج وفي عمق جبال ريمة ووصاب ومديريات تعز المكلومة بالموت والضالع وفي سهول حجة ووديانها وعمران وإب والمحويت وغيرها من المناطق باتت الكوليرا تستوطن أجساد اليمنيين الهزيلة.
فشل المجتمع الدولي في محاصرة وباء الكوليرا ومعالجة المصابين في اليمن كما فشلوا منذ اكثر من عامين على إعادة الحياة والامن والاستقرار لبلد يستخدمه الإقليم كأداة للتنفيس عن احتقاناته وصراعاته المدمرة.
لم تعد أصوات الأطفال المبحوحة ولا نظراتهم المنكسرة وهم على اسرة المرض مشاعر العالم المتخم ولم تستطع الأمم المتحدة ومنظماتها المتعددة العاملة في اليمن في الحد من انتشار الوباء او تقديم الادوية والمعدات اللازمة للسيطرة على تداعيات الكوبيرا الكارثية ولم يملك وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية سيفن اوبراين غير القول ان الوباء "كارثة من صنع الإنسان" تتحمل مسئوليتها الأطراف المتحاربة وداعموها الدوليون، وقال "سواء الأطراف على الأرض أو من يعملون بالوكالة، عليهم جميعا أن يعترفوا بأن هناك مسئولية مشتركة عن كارثة إنسانية من صنع الإنسان، تلك التي نشهدها في اليمن فى الوقت الحاضر".
بالأمس كانت الحكومة اليمنية تعلن حالة طوارئ في خمس محافظات جنوبية وليست تلك المرة الأولى حيث سبق ان تم اعلان العاصمة صنعاء الواقعة تحت سيطرة المليشيا منطقة منكوبة غير ان شيئا لم يتغير على الأرض.
تستمر معاناة اليمنيين ويستمر تحالف الجوع والفقر والمرض ضدهم وتبقى حياتهم ومستقبلهم تحت رحمة مليشيا الحوثي في المناطق الواقعة تحت سيطرتها وتحت رحمة الفشل وغياب الفاعلية في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية.