يستذكر اليمنيون الفترة الذهبية للدولة اليمنية الحديثة في السبعينات إبان حكم الرئيس الشهيد الحمدي في الشمال والرئيس الشهيد سالمين في الجنوب لحظات التحولات التي انطفأت وهي لاتزال في بزوغ المشاعل.
سالمين الرئيس الإنسان الذي اتسمت فترة حكمه بمسلك إنساني ترك أثراً في نفوس الجماهير، خصوصاً في ما يتعلق بفكرة المساواة القانونية التي لم تكن بديلاً للمساواة الاجتماعية، ولكنها كانت مقدمة لها، عمل من خلالها على دمج فاعل للمهمشين الذين رددوا الهتاف الشعبي الشهير " سالمين قدام قدام .... سالمين لسنا أخدام".
تحضر الذكرى التاسعة والثلاثون لرحيله وهو الذي كان من طلائع النضال الوطني ضد الاحتلال البريطاني لجنوب اليمن ضمن قيادة ما عرف بالجبهة القومية وحركة القوميين العرب ليتولى بعد انتصار الثورة بسنوات منصب رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية خلال الفترة (ألف وتسعمائة وتسعة وستين حتى ألف وتسعمائة وثمانية وسبعين.
أبرز سمات الرئيس الشهيد بحسب معاصريه، وهو الذي قال لرفاق دربه قبل أن يسكت الرصاص قلبه "اليوم في صدورنا وغداً في صدوركم، فقد فتحتم باباً يصعب عليكم إغلاقه
حسب متابعين شهدت فترة حكمه تثبيت حضور الدولة المؤسسية، وفق مهام ينظمها القانون دونما استغلال للمناصب، الكل كان يخشى مخالفة القوانين "المسؤول قبل المواطن".
برزت العديد من التحولات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية التي حدثت في جنوب اليمن خلال السنوات التسع من حكمه، تلك التحولات التي يقول مراقبون إنه دفع حياته ثمناً لها من قبل أطراف داخلية وخارجية كانت ترى في سالمين خصماً، بينما كان لا يراها كذلك.
البساطة والنزاهة وسماع أصوات الآخرين، خصوصا تلك التي تخالفه الرأي وتجنب استخدام العنف لتصفية الخلافات السياسية أبرز سمات الرئيس الشهيد بحسب معاصريه، وهو الذي قال لرفاق دربه قبل أن يسكت الرصاص قلبه "اليوم في صدورنا وغداً في صدوركم، فقد فتحتم باباً يصعب عليكم إغلاقه."