ولم يكن التواطئ السياسي ضد الشرعية الا تتويج يقوم على خدمة الدور الاماراتي وتسويقه في الداخل والخارج اليمني باسم الجنوب اريخا وجغرافيا أيضا
ولذلك كان لا بد ان لا يظل هذا الدور المشبوه يتغلغل طويلا في الجسد المثخن أصلا بالانقلابات والجماعات المسلحة ومؤخرا بكيان سياسي مدموغ بالشبهة مرة واحدة للداخل ومئات المرات للخارج
وذلك الدور الذي برز بكل تناقضاته معززا من شرخ العلاقة بين الشرعية ممثلة بالرئيس هادي وأسماء برزت في الآونة الأخيرة في الجنوب على رأس كيان المجلس الانتقالي كعيدروس الزبيدي واحمد بن بريك وغيرهم من الأسماء في شبوة وسقطرى ولحج
وفي عملية بدأت أقرب الي تصفية هذا المجلس الغامض يواصل الرئيس هادي المهمة بين وقت واخر بقرارت رئاسية
حيث أصدر هادي قرارات أطاحت بثلاثة مسؤولين بارزين في السلطات المحلية بمحافظات حضرموت وشبوة وسقطرى
وتولى كل من اللواء فرج البحسني محافظاً لمحافظة حضرموت مع بقاءه قائداً للمنطقة العسكرية الثانية وعلي بن راشد الحارثي محافظاً لمحافظة شبوه بينما جاء القرار الأخير بتعيين احمد عبد الله علي السقطري محافظاً لمحافظة سقطرى
القرارات أيضا شملت تعينات في السلك العسكري والتي تقلد فيها اللواء الركن صالح قايد الزنداني نائباً لرئيس هيئة الأركان العامة واللواء الركن ناصر عبد الله ناصر رويس رئيساً لهيئة العمليات في القوات المسلحة، كما تولى الركن احمد البصر سالم سعيد اركان المنطقة العسكرية الرابعة.
رسائل هادي لا تتوقف إذآ وبدت هذه المرة أكثر وضوحا بشأن موقفه من المجلس الانتقالي الجنوبي الكيان الذي تشكل بعد الإطاحة بمحافظ عدن السابق عيدروس الزبيدي وهو المجلس الذي يذهب في جوهره الي البحث عن مسوغات الانفصال بحجة المظلومية الجنوبية في الوقت الذي ماتزال مدافع الحرب مع الجماعة الانقلابية تضرب في اغلب المحافظات الشمالية.
وفي وقت تشهد الساحة تجاذبات بشأن الجدل الدائر حول هذا المجلس الجنوبي منذ ثلاثة أشهر تراجع الحديث عنه خلال الأسابيع القليلة المنصرمة.
وقد غص الوسط السياسي المحلي والإقليمي بدور هذه المجموعة من الأسماء في جنوب البلاد خصوصا في الذكرى الثانية لتحرير المحافظات الجنوبية وهي المرحلة النوعية التي شهدت أسوأ فترة من التماهي الحراكي-ان جاز القول-مع دور المستعمر الاماراتي الجديد لجنوب البلاد .
فمن كان يعتقد بهم رموز للسلطة وأجهزتها التنفيذية باتو في حكم أدوات القوات الطارئة التي لم تكتفي فقط في إدارة العمل العسكري بل ودشنت شبكة من السجون السرية ومارست التعذيب والقمع وبحق أبناء الجنوب قبل غيرهم لتبدو المهمة بالنسبة لهؤلاء المسؤول المحليين مجرد ضباط شرطة في السلك العسكري الاماراتي.
محطات يراها الكثيرين لا تليق بالتضحيات التي خاضها ويخوضها الجنوب والشمال معا ضد الجماعة الانقلابية بقيادة الرئيس المخلوع.