ولا يفضي في الأساس الي تحرير تعز، فخلال الأسابيع القليلة المنصرمة، أسرفت وسائل اعلام وجماعات واشخاص عن الترويج لتحرير هذه المحافظة المنكوبة، وكل ذلك يمكن وصفه بالتوهمات الخطيرة التي تكلف السكان الكثير ولم تظهر سوى شهود زور على النقيض مما هو عليه الحال، وتلك الحملات الدعائية رافقت تعيين محافظ جديد لم يحدث منذ توليه ما يذكر.
تمخض تحالف عربي من سبعة دول تقوده السعودية فولد فأرا، الفأر. اسبوع واحد من القتال دفعت المحافظة فيها أكثر من مئة قتيل من الشباب وعشرات الجرحى، هذا اخر ما أقدم عليه التحالف في مسيرتها منذ ثلاثة سنوات.
الجيش في تعز والأسباب التي اعتادوها قصة لا تنتهي.. من الدعم إلى الفساد المتغلغل في المؤسسة العسكرية وتجاهل التدريب والتأهيل للقوات التي تقاتل في صف الشرعية والتحالف..
التحالف الذي يشعر مجرد الشعور فقط إلى نزعة مترسخة بأهمية تهدد الانقلابين ومكتفيا في وسائل اعلامه بابتلاعهم يكشف عن السر إلى التفتت من الداخل، حتى انكشفت مهمته في تزييف الوعي، وتلفيق الانتصارات، إذ لا يزال مستنقع الصراع الداخلي المحكومة بالخوف هو السائد الآن ومؤخرا ترجح المعلومات ذهاب التحالف الي تفاهمات مع الانقلابيين.
تعز المحافظة المثيرة للجدل في السلم والحرب، تتصدر الاهتمام منذ عقود، لكنها اليوم في هامش اللحظة الراهنة حيث المليشيات مستمرة على ضرب بنيتها التحتية.
استهداف المدنيين فيها اما الظروف الاقتصادية والصحية والتعليمية فتلك مسألة لم يعد الحديث عنها يحمل الكثير من سمات الحياة الطبيعية التي باتت مرشحة للمزيد من التردي والخراب.
إذآ منذ ثلاث سنوات والمحافظة الأكثر سكان تقاسي ظروف معيشية صعبة انتجتها الحرب حتى صارت حالة معزولة بل سمة من سمات مرحلة السلطة الشرعية الركيكة وفي أفضل الأحوال المخادعة، فثمة ما لم يعد يمكن فهمه او علينا فهمه وحصره والبحث عن سبل مواجهته ابعد من استهتار التحالف العربي بدماء اليمنيين وما أوضحها وأفظعها في تعز.