خلال أقل من يومين ظهر بن بريك في تسجيلين مصورين يحرض على الحكومة الشرعية والقوات التابعة للرئاسة.
في التسجيل الأخير ظهر مرتديا بزة عسكرية والى جواره عدد من أعضاء المجلس في ظل غياب عيدروس الزبيدي عن المشهد أو تغييبه.
العاصمة المؤقتة التي لم تهدأ يوما منذ طرد مليشيا الحوثي، بل تعيش على صفيح ساخن وترقد في فوهة بركان ينذر بالانفجار هذه المرة من كريتر.
تصاعد الأحداث جاء على خلفية تشييع القيادي في "الحزام الأمني" أبو اليمامة وقيام مسلحي الانتقالي باستهداف بوابات قصر معاشيق حيث يوجد رئيس الحكومة ووزراؤها.
تصعيد الإنتقالي يأتي عقب إعلان الإمارات سحب قواتها ووصول قوات سعودية مكونة من نحو ثلاثين ناقلة تحمل على متنها مصفحات وعربات عسكرية، قادمة من السعودية.
تبدو اللعبة مكشوفة منذ البداية، فقد سربت معلومات عن خطة الانتقالي بمحاولة نشر الفوضى خلال تشيع ضحايا حادثة معسكر الجلاء.
لا تملك الشرعية أوراقاً رابحة في هذه المعركة، إلا من قوة ألوية الحماية الرئاسية والتي تخضع لناصر نجل الرئيس عبدربه منصور هادي وإسناد مجتمعي يرى في الشرعية ما لا يراه في الرئيس نفسه.
التوقيت والدلالات والأسباب جميعها تؤكد أن محاولة ضرب الشرعية لم يكن ليغامر بها الانتقالي دون ضوء أخضر من السعودية والإمارات.
مغامرة يخوضها الانتقالي متكئاً على التحالف لتنفيذ المحاولة الانقلابية الثانية، وهو ما قد يؤكد ما ذهبت إليه تسريبات وول ستريت جورنال عن رغبة السعودية في إقفال ملف الصراع مع الحوثي والتخلي عن الشرعية والمضي في المشروع الإماراتي لتفتيت البلاد.
المحاولة الانقلابية الجديدة لا تختلف كثيراً عن سابقتها التي تمت في يناير 2018، والتي أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى وانتهت بتدخل سعودي إماراتي وتوافق على منع عودة الرئيس هادي إلى عاصمة بلاده نهائيا.
تبقى الشرعية هي الغائب والمغيب الأكبر عن ما يدور في البلاد وهي من تعطي الجميع مبرر مهاجمتها والبحث عن نهاية لها.