في منتصف 2016 أعلنت القوات الإماراتية تمكنها من تحرير مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت من قبضة القاعدة دون اطلاق رصاصة واحدة وبدون أي مواجهات.
توالت بعدها إعلانات الإمارات عن هزائم تعرض لها تنظيم القاعدة من القوات الإماراتية في ابين وشبوة ولحج وحضرموت دون ان تحدث معارك أصلا وهو ما اثار وقتها الكثير من الأسئلة حول حقيقة تلك الانتصارات المزعومة.
جاءت الإجابة عن تلك الأسئلة على هيئة تحقيق صحفي نشرته وكالة الاسوشيتد برس الامريكية اماط اللثام عن صفقات عقدتها الامارات والسعودية مع مقاتلي تنظيم القاعدة في تلك المناطق حصلوا بموجبها على مبالغ مالية طائلة والسماح لهم بالالتحاق بالمليشيات التابعة للتحالف العربي.
التحقيق المطول كشف عن معرفة الجانب الأمريكي لتلك الصفقات ودعمه لها وهو ما يسقط كل المزاعم الإماراتية والأمريكية عن مصداقية الحرب ضد تنظيم القاعدة.
لم يقتصر الامر على عقد صفقات مالية ودفع مبالغ مالية لمقاتلي القاعدة بل سهلت عمليات مغادرتهم للمناطق التي أعلنت السيطرة عليها مصحوبين بأسلحتهم المتوسطة والخفيفة ووصل الامر لتجنيد اكثر من 250 منهم ضمن قوام النخبة الشبوانية بحسب الوكالة.
القاعدة في اليمن كانت لعبة طالما مارسها النظام السابق واستخدمها لابتزاز الغرب وخصومه ويبدو ان أبو ظبي اكتشفت تلك الأداة التي بإمكانها تحقيق مكاسب سياسية في المنطقة والعالم بتوظيفها لصالحها وتقديمها كقوة صاعدة في حرب الإرهاب المزعوم.
على مدى الأعوام الثلاثة المنصرمة من تحرير مدينة عدن لم تتوقف الاغتيالات والتصفيات لكل مناهضي الامارات من سياسيين وعسكريين وحتى ناشطين مدنيين تبنى عدد كبير من تلك العمليات تنظيم القاعدة، ولم تقم الأجهزة الأمنية المدعومة من الامارات بتقديم متهم واحد على الأقل او تلقي القبض على احد مرتكبي تلك الجرائم.
على الرغم من ادراج الولايات المتحدة الامريكية للقيادي السلفي أبو العباس في لائحة الإرهاب استمرت الامارات التي ادرجته أيضا في ذات اللائحة في دعمه بالمال والسلاح وتقديمه كواجهة للتحالف في تعز.
من السجون السرية الى رعاية المليشيات المنفلتة الى عقد صفقات مع القاعدة حالة تكشف عن المشروع الذي يحمله التحالف لليمن وهو ما يجعله شريكا لمليشيا الحوثي وايران في إحالة اليمن لمنطقة صراع مفتوحة على الموت .