بدأ مرحلة النضال في سن مبكر، وهو لا يزل عاملاً في مصنع لتكرير الزيت قبل أن ينضم إلى حركة القوميين العرب، ومن ثم قاد الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن من الاحتلال.
في عام 1964 أصبح فتاح المسؤول العسكري والسياسي عن نشاطات الجبهة في عدن.
بعد استقلال الجنوب من الاحتلال البريطاني عام ألف وتسعمائة وسبعة وستين، عُين عبد الفتاح وزيراً للثقافة والإرشاد القومي ووزيراً مسؤولاً عن قضايا الوحدة مع شمال الوطن.
خاض معركة توحيد فصائل العمل السياسي، وعمل على تأسيس حزب طليعي انضوت في إطاره كل التيارات اليسارية، فكان الحزب الإشتراكي اليمني.
توجه فتاح في حواره شمالاً من أجل تحقيق وحدة اليمن.
عقب ذلك جمع فتاح بين منصب الأمانة العامة للحزب ورئاسة الدولة خلال الأعوام من ألف وتسعمائة وثمانية وسبعين حتى ألف وتسعمائة وثمانين، قبل أن يتنحى عن السلطة ويذهب إلى المنفى.
كان فتاح رجلاً بلا قبيلة ولا جيش ولا مال، وعرف بشغفه وولعه بالشعر والأدب وصادق الكثير من الكتاب والشعراء والمثقفين اليمنيين والعرب وصدر له ديوانان، هما الكتابة بالسيف، و نجمة تقود البحر.
وبرز الرجل كمثقف سياسي ومنظر للحزب الإشتراكي الذي كان الحزب الحاكم في جنوب الوطن آنذاك.
عرف بقصائده السياسية والنضالية، وكان ذو يزن اسمه الحركي الذي ذيل به الكثير من قصائده.
وغنى له المرشدي أغنيته الشهيرة تاج النهار والتي اُشتهرت باسم مخلف صعيب.
عاد عبد الفتاح إسماعيل مجدداً للمشاركة إلى دائرة العمل السياسي في عدن من أجل التخفيف من التوتر بين أركان السلطة آنذاك.
لكن الأحداث التي تلت عودته، والتي تمثلت بأحداث الثالث عشر من يناير عام ستة وثمانين كتبت مصيره المجهول حتى اللحظة.
هذا هو عبد الفتاح إسماعيل الذي ولم يرحل من ذاكرة اليمن، ولا من وجدان شعب لا يزال يناضل من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
ولاتزال عبارته الشهيرة تمثل صراطاً نضالياً وثورياً للأجيال من بعده، "ستظل الكلمة مُجَزَّأَة الأحرف ركيكة المعنى إِذَا لم تكن من أجل الشعب".