وفي ظل تزايد حالات النزوح التي تستقبلها محافظة إب (وسط اليمن) الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي، قام بعض الناشطين بإنشاء مخابز ومطابخ خيرية كمبادرات فردية لاستهداف المحتاجين الأشد فقرا من النازحين والفقراء والمدرسين.
وتأتي فكرة انشاء المطابخ والمخابز الخيرية في مدينة إب نظرا لتزايد حالة النزوح من المناطق التي تشهد مواجهات كمحافظتي تعز والحديدة.
مطابخ عطاء الخير
يقول ماجد ياسين، المشرف على مطبخ عطاء الخيري الرمضاني، الوقع في شارع المحافظة إن "المطبخ يقدم وجبة الافطار الجاهزة للعام الثالث على التوالي لـ 1200 أسرة من المحتاجين وسط المدينة وارتفعت بعد نصف رمضان إلى 1400 أسرة، يتم استهداف الأسر الأكثر فقراً من أرامل وايتام ومحتاجين ومدرسين داخل المدينة".
واضاف ياسين في حديثه لموقع قناة "بلقيس" إن "المطبخ قائم على جهود فردية بحته دون دعم منظمات أو مؤسسات ولا سلطة محلية، كلها جهود فردية عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال الاصدقاء والعلاقات الشخصية والشخصيات الاجتماعية" .
وأشار إلى أن الصعوبات التي يواجهها هو النقص في الامكانات المادية وقلة التمويل، والبحث عن مصادر تمويل، لافتا إلى أن اغلب التبرعات تأتي عن طريق مواقع التواصل.
مطبخ فؤاد سعد
في أحد حارات المدينة القديمة وبين أزقتها الضيقة تحديدا السوق الأعلى، يقبع فؤاد سعد ومعه عاملين، في حانوت ضيق لطهي وجبة العشاء التي يقدمها للمحتاجين في تلك الحارة.
يتوافد المحتاجون من ابناء المدينة القديمة بعد صلاة العصر مباشرة، وتكتظ الأزقة بالمساكين جلهم من النساء والاطفال، ويبدأ فؤاد بتوزيع وجبات الافطار.
يقول فؤاد سعد، في حديثه لموقع "قناة بلقيس" نستهدف كل يوم خلال شهر رمضان 250 أسرة، والوجبة عبارة عن "نفران أرز ونفران مشكل وربع دجاج ، وكيس خبز".
يضيف "في ظل الحرب التي تشهدها البلاد وتوقف الاعمال وانقطاع الرواتب على الموظفين الحكوميين، ما من سبيل إلا لمد يد العون للناس، ومساعدتهم بقدر الاستطاعة، الناس هنا في حالة ذهول وفقر مدقع" في إشارة منه إلى أن غالبية القاطنين في الحارة فقراء ومعوزين.
وهناك مطابخ خيرية تمولها مؤسسات خيرية وجمعيات كالمطبخ الخيري الذي تنفذه مؤسسة الامام البيحاني ويستهدف ألفي أسرة يوميا من النازحين والأسر الأشد فقرا بمركز المحافظة، كذلك مطبخ جمعية الحكمة الخيري.
المخبز الخيري
إلى جانب المطابخ الخيرية، يقدم المخبز الخيري (رغيفك حسنات) والذي تم تدشينه في فبراير العام الماضي، وبجهود فردية، الخبز المجاني للمحتاجين من النازحين والمعوزين.
يقول الدكتور مصطفى فرحان الفهد، المشرف على مشروع المخبز الخيري في حديثه لموقع "قناة بلقيس" إن فكرة انشاء الفرن الخيري أتت بعد تزايد حالات النزوح وانقطاع رواتب الموظفين الحكوميين.
واضاف: منذ تدشين حملة "رغيفك حسنات" وبالتعاقد مع مخبز آلي يتم توزيع ثمانية آلاف حبة رغيف يوميا بتكلفة تصل إلى 73 ألف ريال". مشيرا إلى أن التبرعات تصل عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي بجهود فردية.
ولفت إلى أن الحارات المستفيدة من المشروع سبع حارات وتغطية بعض المطابخ الخيرية كمطبخ فؤاد سعد، ومطبخ سفراء الخير، مطبخ دار الحبيشي للايتام.
وأوضح أن التوزيع يتم عبر تعاون بعض القائمين بنقاط التوزيع بكل حاره بموجب كشوفات للمستفيدين لدى نقطة التوزيع وبطائق لدى المستفيدين.
وأردف الفهد قائلا "هناك مخبز آلي خاص وهو قيد الانشاء، اتفقنا مع مصنع في الخارج لصناعة المخبز، نزلنا دراسة على ذلك بحدود 124 الف دولار أمريكي ولسى للآن لم تكتمل التبرعات او التجهيزات". مشيرا إلى أن فكرة المشروع،(المخبز الآلي) أن يكون، مشروع، استثماري، ويعتمد، على نفسه في توفير الكميات، المطلوبة من خلال، البيع، وتخصيص الارباح لتغطية الكميات التي، توزع، للايتام والارامل، والاسر، الاشد، فقرا.
ويضيف " بالنسبة للمشروع الآن شغال بس الالية لا تزال كما هي بمعنى ان الاعتماد قائم على ما يقدمه، المتبرعين وبالاتفاق مع، احد المخابز الالية يتم تجهيز الرغيف ويتم توزيعه عبر نقاط، في الحارات".
سفراء الخير
إلى جانب المطابخ الخيرية والمخبز تقدم مؤسسة سفراء الخير للإغاثة والتنمية وجبات الافطار للنازحين والمحتاجين والايتام.
وقال سياف الأسدي رئيس المؤسسة لموقع "قناة بلقيس" إن المؤسسة تقدم 410 وجبة افطار يومياً توزع على اربع نقاط خارج المدينة، منها 60 وجبة تقدم لسكن مرضى الفشل الكلوي بمستشفى الثورة. لافتا إلى أن الدعم يأتي عبر تبرعات لفاعلي الخير.
ومن ضمن المستفيدين، من المطابخ الرمضانية في إب، أسرة أم عبدالرحمن نازحة من منطقة الحوبان بمحافظة تعز، جراء الحرب والحصار التي تشهدها المحافظة منذ أكثر من أربعة أعوام.
وفي حديثها لموقع قناة "بلقيس" قالت أم عبدالرحمن وهي تقف في طابور طويل وبيدها كوبون لاستلام وجبة الافطار من مطبخ عطاء الخير، إنها تأتي يوميا لاستلام وجبة الافطار لإطعام أطفالها.
تضيف أن لديها خمسة أطفال ولا تملك أي مصدر للدخل غير المساعدات الاغاثية ومساعدات يقدمها فاعلو الخير، مشيرة إلى أن زوجها عاطل عن العمل، بعد أن كان يعمل في أحد المطاعم بمحافظة تعز والذي توقف لأنه يقع في خط المواجهات – حد قولها.
وتابعت "الآن نحن في رمضان الرابع، ونحن بلا مساعدات إلا ما ندر من بعض المنظمات التي لا توزع في إب إلا عن طريق عقال الحارات ومن لم يتابعهم ويشغلهم سيموت جوعا"، حد تعبيرها.
لا أعمال ولا دخل
المواطن محمد الورافي (39 عاماً) يقول إنه يعتمد بشكل رئيسي على ما يقدمه المخبز الخيري "رغيفك حسنات" في المنطقة، لإطعام أطفاله بعد توقف عمله.
يقول الورافي الذي يعيل ستة ابناء ثلاثة منهم ذكور لموقع "قناة بلقيس": "كنت أعمل في احدى محطات تعبئة الوقود، كانت حالتي متيسرة، أسكن بالايجار في شقة متواضعة في أحد الاحياء بمديرية الظهار وسط المدينة، وبعد اندلاع الحرب منذ أربعة أعوام، وانعدام الوقود في البلاد، وظهور السوق السوداء، أغلقت غالبية محطات الوقود وسرح العاملون، وهم على الرصيف الأن بلا عمل ولا مصدر دخل".
يضيف لا نملك أي مصادر للدخل غير المساعدات التي يقدمها فاعلو الخير، مشيرا إلى أنه يتسلم ثلاثة أكياس خبز يومياً، وفي كل كيس ثمانية أرغفة.