لكن الكثير من تلك الأودية تجف بعد فترة قصيرة من انقضاء موسم الأمطار لتعود معه الأزمة المائية مجددا وتلقي بكاهلها الاقتصادية على السكان مع انعدام غياب المشاريع الاستراتيجية للاستفادة من مياه الأمطار الموسمية لخزنها في السدود وتصريفها للآبار الزراعية ولقضاء حاجيات السكان.
معاناة السكان
يقول المواطن محمد عبدان وهو من أبناء مدينة لحج بأن غياب السدود والحواجز المائية أهدرت المياه دون فائدة تذكر، وتكلف السكان معاناة كبيرة خلال شحة الأمطار سواء من هجرة السكان للمدن وما تحمله الهجرة من معاناة أخرى أو للساكنين من شراء صهاريج المياه بتكاليف باهضه في ظل وضع مزري.
وخاطب عبدان الجهات المعنية بضرورة الإهتمام بمثل هذه المشاريع لاسيما للمناطق الريفية التي يضربها الجفاف بعد أشهر من توقف المطر لغياب السدود الخازنة.
موازنة شحيحة
توجد في محافظة لحج العديد من الأودية المائية الشهيرة بعضها يستفاد منه والجزء الآخر يذهب هدراً دون فائدة ورغم أن وادي تبن هو أشهرها الذي تصب فيها العديد من الوديان توجد أودية أخرى لا يستفاد منها سوى وقتيا إبان فترة الأمطار ومنها وادي حرحر وادي عابرين وادي الشط وادي خوصانه وأودية عديدة.
وفي السياق ذاته شكى مدير مكتب الزراعة والرأي بمحافظة لحج عبدالملك ناجي من ضعف موازنة المكتب التي لا تتعدى 230 ألف ريال كما قال مؤكداً يأن شحة الموارد وانعدام تمويل مثل هكذا مشاريع من أهم العقبات التي تواجه مكتب الزراعة بلحج.
وتطرق ناحي للعديد من المشاريع والحواجز المائية التي نفذها الصندوق الاجتماعي للتنمية في يافع والقبيطة والمقاطرة بالإضافة لمشاريع دفاعات لحفظ الأراضي الزراعية من الانجراف.
تعثر مشاريع
وفي محافظة تعز توجد في رقعة المحافظة الجغرافية العديد من الوديان المائية من أهمها وادي رسيان بمديرية موزع في المخا ووادي رزان في مديرية دمنة بخدير سامع ووادي نخله في مديرية شرعب السلام وشرعب الرونة.
وتعاني مناطق ريفية عديدة في تعز من غياب السدود المائية الذي يتسبب في إهدار الموارد المائية فيها ولم ترى مدينة تعز أية مشاريع تختص بالحواجز والسدود المائية سوى التي تم إنجازها في منتصف التسعينات بحسب مدير مكتب الزراعة بتعز عبد السلام مهيوب.
ويوضح مهيوب لموقع بلقيس جملة المعوقات التي تواجه مكتبه ومن بينها عدم وجود مكتب الذي تضرر في الحرب إضافة إلى انعدام الإمكانيات في الظروف الحالية التي تمكن المكتب من القيام بعمله ومنها إنجاز مشاريع تحافظ على الموارد المائية بدلا ًمن إهدارها.
ويضيف مهيوب "رفعنا لوكيل المحافظة للشؤون الفنية جملة من الافكار بخصوص السدود المتعثرة وطلبنا نزول فريقا من المهندسين والرفع إلينا بما يحتاج المرحلة من صيانة بعض السدود جراء الشقوق نظرا لقدمها وظهور التشققات في بعضها ولكن لم نحقق تقدما في هذا الشأن"
وتطرق مهيوب لبعض المشاريع المتعثرة في جانب الحواجز والسدود والخزانات والتي تعثرت لأسباب مختلفة رفعها مكتب الزراعة وأوضح سبب توقفها ومنها حاجز المراجعة مقبنة وحاجز الغيل الشمايتين وسد المضياف في حيفان وسد اللجم في شرعب السلام وخزان ذي سامر في حيفان وكريف النشمه بمقبنه وحاجز المركب في أعبوس.
انعدام التمويل
من جانبه قال أحمد ناصر الزامكي وكيل وزارة الزراعة لقطاع الري أن وزارة الزراعة تعاني كثيراً حراء توقف الموازنة الاستثمارية الذي عثر كثيرا من خطط الوزارة.
ويشير إلى أن وزارته قامت بتمويل صندوق التشجيع الزراعي والسمكي إلى عدن بعد أن سيطرت عليها جماعة الحوثي واستخدمت 50 بالمائة من إيراداته لدعم مجهودها الحربي.
وأضاف الزامكي أن وزارته تتابع حاليا إيرادات الصندوق التي تأتي من ريال واحد على كل لتر ديزل ناهيك عن الضرائب.
وتابع الزامكي أن مشاريع تنفيذ حصاد مياه الأمطار تقوم به إلى جانب وزارة الزراعة الصندوق الاجتماعي والأشغال ولكنها تقوم بتنفيذ حواجز ذات سعة صغيرة.
ونوه الزامكي أن وزارة الزراعة نفذت مشاريع كبيرة قبل اندلاع الحرب في العديد من محافظات الجمهورية ومنها لحج وتعز تجاوزت المائة وخمسين مشروعا من خلال صندوق التشجيع الزراعي والسمكي لكن توقف الايرادات منذ يوليو2015 عثر العديد من المشاريع بسبب انعدام التمويل.
وأكد الزامكي أن اليمن بيئة خصبة لتنفيذ مثل هذه المشاريع للاستفادة من مياه الأمطار وحصادها لافتا أن لحج حرمت في2010 من مشاريع حصاد مياه الامطار وتم نقلها لمناطق أخرى تقدر قيمتها ب400 مليون لغياب الدراسات والتصاميم الخاصة بتنفيذ تلك المشاريع بخلاف تعز التي تحصلت على مشاريع كبيرة من أبرزها سد وادي نخله .