في يوم النكبة الحادي والعشرين من سبتمبر ألفين وأربعة عشر، انطلقت مسيرة الخراب لا تلوي على شيء، ولا يقف في طريقها قانون ولا بقية من عرف أو قيم، حتى أسقطت البلاد برمتها في براثن الفوضى والوجع، وأحالتها إلى سجن كبير.
عشرات آلاف القتلى والجرحى، في حرب المليشيا الحوثية على اليمن، ومثلهم من المختطفين والمخفيين قسريا، قضى العشرات منهم تحت التعذيب، في أقبية الموت وسجون المليشيا الخاصة.
يقول ناشطون وضحايا سابقون إن مناطق سيطرة المليشيا الحوثية تحولت إلى مسالخ بشرية، يتجرع فيها السكان ويلات القمع ومصادرة الحقوق والحريات، والذريعة جاهزة، تأييد العدوان أو الإرجاف.
الإعدامات الميدانية، حق الحريات الصحافية، اتخاذ الصحافيين والناشطين السياسيين دروعا بشرية، الحصار والتجويع والحرمان من الخدمات الأساسية، مصحوبا بالقصف العشوائي على القرى الآهلة والأحياء السكنية، تفجير المنازل، والاختطافات، جميعها أساليب ممنهجة تتبعها المليشيا الحوثية في حربها الضارية على اليمنيين، كجزء من إدارة التوحش، لإرغام المجتمع على الرضوخ لسلطتها القهرية.
على مدى أربع سنوات، تحتل مليشيا الحوثي الصدارة في تقارير المنظمات الحقوقية، في ما يتعلق بالجهات المتورطة في الانتهاكات والقمع.