الجبير ناقض نفسه في الجملة التالية حين اعتبر ان استيلاء ميليشيات الحوثي على اليمن بدعم من إيران يهدد المنطقة.
الوزير السعودي قال في كلمته أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة امس السبت ان بلاده تدعم العملية السياسية في اليمن التي لم تفلح أي جهود دولية وإقليمية في إعادة الروح اليها او حتى التوصل لما يشبه حل متوافق عليه.
في الوقت الذي كان الجبير يلقي كلمته تلك كان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي يطل عبر شاشة قناة الحدث السعودية لينفي كلام الأول مؤكدا إن "الحل العسكري هو الأرجح للأزمة اليمنية المتصاعدة منذ 3 أعوام، في ظل تعنت مليشيا الحوثي والمخلوع صالح".
هادي استدل برفض الحوثيين للخطة الأممية لتسليم ميناء الحديدة لطرف محايد لإدارته بإشراف أممي، بسبب حجم العائدات المالية التي تستحوذ عليها وتستخدمها لتمويل عملياتها العسكرية ضد المدنيين في المحافظات.
وسرد هادي جملة من العراقيل التي تضعها المليشيا امام عربة الحل ابرزها رفض مقترح بتوريد إيرادات الميناء إلى فرع البنك المركزي في الحديدة وصرف مرتبات موظفي الدولة في المحافظات الخاضعة لسيطرتهم عن طريق ذلك البنك.
نقطة الاتفاق بين هادي والسعودية كانت تتعلق بالتهديد الكبير الذي مثله الانقلاب المدعوم من إيران باعتباره يشكل تهديداً لأمن واستقرار اليمن والمنطقة.
ليست هذه المرة الأولى التي تظهر فيها التباينات بين الجانبين خصوصا مع هيمنة الجانب السعودي على تحركات وأداء الحكومة اليمنية ووضعها اشتراطات مسبقة تتعلق بادائها السياسي والميداني.
ليست السعودية هي اللاعب الوحيد في الداخل اليمني فهناك أدوار متقاسمة بين الرياض وطهران وابوظبي فيما تستمر الشرعية هي الطرف الأكثر ضعفا.
يرى كثير من المراقبين ان وجود هذا البون الشاسع بين الرؤيتين للحل في اليمن بين الرئاسة اليمنية والتحالف يكشف عن مدى الهوة وعدم وجود تنسيق أو رؤية موحدة للحل، الأمر الذي من شأنه استمرار التخبط والفشل في انتاج حلول ناجعة للأزمة اليمنية التي يبدو انها سقطت في غياهب النسيان وتوزع العالم أجزاء خارطة الحل المبعثرة.