احتجاجات استمرت اكثر من أسبوعين تصاعدت فيها المطالب وارتفع سقفها لدرجة وصف التواجد السعودي والاماراتي في المهره بالاحتلال ورفع المحتجين ستة مطالب مقابل انهاء الاحتجاجات.
الجمعة الماضية شهدت نهاية سعيدة للمحتجين حين تم التوقيع على اتفاق بين السلطة المحلية والقوات السعودية نص على خروج القوات السعودية من المنافذ البرية.
الاتفاق سمح باستيراد البضائع التي كان التحالف قد حضر استيرادها بحجة استفادة مليشيا الحوثي من تلك المواد في الصناعات الحربية.
لم تدم الفرحة طويلا بسبب اصدار الرئيس هادي قرارت جمهورية قضت بإقالة وكيل محافظة المهرة على سالم الحريزي ومدير امن المحافظة اللواء احمد قحطان على خلفية تصدرهما الاحتجاجات المعارضة للتواجد السعودي الاماراتي.
تغييرات تكشف عن خفايا صراع وانقسام وتضارب مصالح واجندات دولية في صفوف حلفاء الامس وخصوم اليوم، حيث يصر هادي بشكل غير مسبوق على خلط كافة الأوراق والتحرك بشكل غير مدروس.
في المهرة رفعت لافتة السيادة وخلفها كانت الأطراف الإقليمية تشهر سكاكينها لتمزيق ما يمكن تمزيقه، فيحضر قميص عثمان ويغيب القتلة وينتقل الصراع لمرحلة أكبر من المكر في انتظار الفرصة المواتية للانقضاض اكثر.
مازال الطريق طويلا لتنفيذ المطالب الستة وسيحشد كل طرف إمكاناته للتهرب منها والبحث عن منافذ أخرى للسيطرة عليها وإعادة الالتفاف ولا يبدو ان التحالف سيقبل بانتهاء المباراة بهذا الشكل.
المهرة هدف استراتيجي للوجود السعودي تحت لافتات كثيرة منها ماهو اقتصادي وسياسي وعسكري وجزء من صراع التاريخ والجغرافيا واستخدام اليمن لاشباع النهم السعودي في التوسع ومحاصرة جيرانها.
المهرة لم تكن يوما بعيدة عن حمى الاستقطاب الإقليمي والدولي فثمة جسور بين المهرة وسلطنة عمان ومثلها بين المهره والامارات والسعودية وهناك خلفيات لصراع مازال حاضرا واتهامات باستخدام منافذ المحافظة كبوابة عبور لتهريب السلاح للمليشيا وخو ما تنفيه السلطة المحلية وتؤكده قوات التحالف.
في سياق الازمة اليمنية ثمة اتفاق بين الامارات والسعودية على تبادل الأدوار وتوزيع حدود السيطرة الميدانية بين الطرفين على المناطق اليمنية فحين تسيطر القوات الإماراتية على المنافذ الجنوبية الغربية للبلاد تسيطر المملكة على المنافذ الشمالية الشرقية.
الشرعية الغائب الأبرز عن جميع الاتفاقات والتسويات وحين لا تحضر تغيب تماما وحين تحضر يكون حضورها بمثابة الصخرة التي تسقط فوق الرؤوس التي تنتصر لها في أسوأ الأحوال.