واحتشد الآلاف اليوم الجمعة في ساحه الاعتصام بمدينة الغيضة، مؤكدين استمرارهم "ضد الاحتلال والممارسات السعودية وسلوكياتها في المحافظة".
وبحسب بيان للجنة المنظمة للإعتصام، عبرت فيه عن رفضها لخروج التحالف بقيادة السعودية والإمارات عن أهدافه ومحاولاته تمرير مصالح ضيقة ومشاريع استعمارية.
يأتي ذلك في أعقاب مقتل شخصين وإصابة آخر إثر تفريق قوات سعودية ويمنية لاحتجاجات في المحافظة منتصف الشهر الجاري.
وكان عشرات المحتجين حاولوا التوافد إلى منطقة الأنفاق لمنع استحداث القوات السعودية مواقع عسكرية في المنطقة ومنعتهم القوات السعودية.
وفي تطور خطير للأوضاع استخدمت القوات السعودية واليمنية الرصاص الحي، ما أدى إلى سقوط القتلى، وتوتير الأوضاع في المحافظة المسالمة والهادئة.
منذ نهاية العام الماضي، تحركت الأطماع السعودية بشكل واضح في المحافظة، واستحدثت عشرات المواقع في أنحاء متفرقة من المديريات الساحلية لمحافظة المهرة.
ومنعت حركة الملاحة والصيد في ميناء نشطون على مضيق هرمز، وحولت مطار الغيضة الدولي إلى ثكنة عسكرية، كما منعت الرحلات المدنية من الوصول إليه.
وقوبلت إجراءاتها التوسعية والعسكرية في المحافظة بحركة احتجاج قبلية وجماهيرية واسعة ، أجبرتها على توقيع اتفاق للانسحاب من بعض المواقع الحيوية.
لكنها، عادت من جديد، مستغلة قررات أصدرها الرئيس هادي لتغيير بعض قيادات السلطة المحلية المناوئة لها.
حركة الاحتجاج في المحافظة، توسعت بعد حادثة القتل، ولم تغفل هذه التطورات، إذ أضحت تطالب الرئيس هادي بإقالة المحافظ، راجح باكريت، وإحالته إلى التحقيق.
وأدانت لجنة اعتصام أبناء المهرة استحداث القوات السعودية لمواقع عسكرية واعتبرتها استفزازا لأبناء المحافظة، مطالبة برحيلها.
في 19 أغسطس الماضي، كشفت مصادر للجزيرة عن اعتزام السعودية إنشاء ميناء نفطي في محافظة المهرة.
أظهرت الوثيقة رسالة من شركة للأعمال البحرية إلى السفير السعودي باليمن، تشكره فيها على ثقته بالشركة وطلبه التقدم بعرض فني ومالي لتصميم وتنفيذ ميناء تصدير النفط.
وقالت الشركة في الرسالة إنها ستقوم بالترتيب لزيارة الموقع والقيام بالمسوحات اللازمة، واستيفاء البيانات الضرورية لإدراجها بالعرض الفني والمالي.
وأشارت مصادر محلية في وقت سابق إلى قيام السعودية بعمليات إنشائية في المحافظة لمد أنبوب النفط ، وأنشأت ثكنات عسكرية خاصة بجنودها داخل الحدود اليمنية.
ويقول مراقبون ان المساعي السعودية لإحكام القبضة العسكرية تهدف إلى احتواء النفوذ العماني وتحييد الدور الذي تلعبه السلطنة على الساحة اليمنية.
كما تحركها أطماع نفطية واضحة في المحافظة. لكن نفوذها يتآكل يوما إثر يوم.
ليس بسبب حركة الاحتجاج اليقظة لأبناء المهرة فحسب، فهناك حملة دولية متصاعدة ضد السعودية، عقب مقتل الصحفي جمال خاشقي في قنصليتها باسطنبول.
على خلفية هذه الجريمة، وجرائم انتهاكات حقوق الانسان في اليمن. قررت عدد من الدول وقف صادرات الأسلحة إلى السعودية.
وتعد هذه الخطوات ضرورية ومساعدة لوقف حربها العبثية ، فهل تساعد حركة الاحتجاج في المهرة على كسر شوكة نفوذها في اليمن؟