لا أمل يلوح في الأفق لوقف هذه الحرب التي يصر أطراف الصراع على الاستمرار فيها بظل غياب الضغط الدولي لإيقافها.
السيدة (ابتسام .ص) هي امرأة نازحة من محافظة تعز إلى صنعاء تقول في حديث لشبكة إعلام السلام :"كانت جلسات القات تتميز بنوع من التفريغ عن النفس وكثيراً ما تتبادل النساء في جلساتهن الأحاديث حول أخر صرعات الملابس النسوية وأدوات التجميل واحاديث اجتماعية متعددة بعيداً عن السياسة والهموم، غير أن الحرب حولت جلساتنا إلى جلسات لتبادل الهموم وتذكر الألم وحسرات الفقدان.
أجواء جلسات القات المليئة بدخان الشيشة وطقوسها المتنوعة تحكي ابتسام "بعد نزوحي مع بناتي من تعز إلى صنعاء أجتمع مع بعض النساء في مقايل القات وكثيراً ما نتحدث عن مجريات الحرب ونزاع اليمنيين وكيف تحولت حياتنا إلى النقيض كيف يعاني الشعب من ويلات الحرب".
وتواصل تحول كل شيء إلى الأسوأ حتى نفسيتنا تغيرت بظل الحرب، تركنا خلفنا تعز بجراحها وآلامها صديقاتنا أقاربنا، نساء كثيرات تركناهن هناك يعانين ويلات الحرب وحالاتهن النفسية مزرية.
كانت حورية تجلس بجوار ابتسام في مقيل القات وقد تغيرت ملامحها لتدخل في الحديث مباشرة "أثر النزاع في اليمن على كل شيء وكانت المرأة أكثر الفئات الاجتماعية تأثراً".
وتتابع : الوضع الإنساني كارثي، فالحرب منعتنا من العمل و قطعت عنا رواتبنا، والمرأة اليمنية اليوم تعاني من فقدان زوجها وأبنائها الذين يتم استدراجهم إلى جبهات القتال. تذوقنا الفقر والجوع والخوف والشعور بعدم الأمان وزادت مسؤوليتنا تجاه أفراد أسرنا، المرأة اليمنية أصبحت المربية والمعيلة والمعلمة".
من ناحية أخرى تذكر السيدة منال الدهبلي موظفة في هيئة الاستثمار إن مقايل القات وأحاديث النساء تحول من السياسة لتطرق إلى موضوع الراتب والبطائق السلعية وأسعار المواد الغذائية وهموم الأسر بعد انقطاع الراتب وتقول أغلب الجلسات تتخللها أدعية على من حرم الشعب اليمني من راتبه وأوصله لحافة المجاعة.
أسماء الشيباني فنانة تشكيلية هي ايضا شاركت شبكة إعلام السلام أحاديث النساء في زمن الحرب " تلك الأحاديث صارت ضربا آخر من المواجع والقلق وأصبحت النساء التي اعتادت على مصطلحات الميك آب والمطبخ واحتياجات البيت تتحدث بمصطلحات أخرى تتابع تطورات السياسة وحروب الجبهات.. وتعدد ضحايا وكوارث الحروب.
أسر كثيرة كانت تعتمد على الراتب الحكومي في مصدر دخلها غدت أخبار الوعود الوهمية للحكومات هي محور اهتمامها. وشغلها الشاغل.. وفئات كانت لا تعرف معنى ابتعاد أبناءها عنها وجدت نفسها بين ليلة وأخرى قد زج بها في أتون الحرب عبر فلذات أكبادها.
لا يقتصر حديث النساء على جلسات القات بل يصل إلى اللقاءات العابرة في التجمعات العامة ، مثل الباصات والحدائق العامة وما إن يفتح حوار حتى تشكي معظم النساء من الحالة التي تمر بها البلاد.
وتشكل مواقع التواصل الاجتماعي ساحة لتبادل أحاديث الهموم حول مخلفات الحرب على الأوضاع المعيشية بين النساء.
سبا الهامل، تقول معظم المجموعات التي اشترك معها في مواقع التواصل تتطرق في نقاشها عن انقطاع الراتب والأوضاع المعيشية ومتى سيتم صرف رواتب موظفي الدولة ويتطور الحديث إلى مناقشة مشاكل وهموم الأسر اليمنية التي تغير حالها لتصبح في مجاعة محققة.