اكثر من ثلاثة أعوام مرة من عمر الازمة اليمنية دون ان تجد منفذا للخروج من نفق الحرب التي اتسعت رقعتها وتداخلت الأهداف فيها وتقاطعت الطرق .
البدايات التي رافقت الازمة اليمنية نمت أكثر على هامش الصراع الذي شهد صراعات صغيرة داخل تكتلاته وتجاوز الحدود اليمنية ليصل لما هو ابعد بكثير منها.
تجلى انقسام التحالفات المعلنة خلال جلسة بالأمس في مجلس حقوق الانسان حين رفضت عشر دول عربية التصويت مع او ضد قرار تقدمت به السعودية لإدانة الانتهاكات الإيرانية لحقوق الانسان، الصادم في الامر بالنسبة للسعودية
هو ان بين تلك الدول حلفاء بارزون لها كمصر التي هي عضوة في للجنة الرباعية العربية المعنية بالتصدي للتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية العربية التي تضم مصر والسعودية والإمارات والبحرين.
سوريا ولبنان وسلطنة عمان والعرق رفضت ذلك القرار قطعيا وجميعها لديها ملفات وحدود مشتركة وشائكة مع السعودية وهو ما يزيد من كلفة المخاطر التي تواجه التحالف الذي تقوده الرياض في مواجهة طهران.
لم ينتهي الامر عند ذلك الحد حيث دعت الرياض الجامعة العربية لاجتماع عاجل اليوم الاحد لبحث "انتهاكات" إيران في الدول العربية، و"تقويضها للأمن والسلم العربيين.
الدعوة للاجتماع بعد سقوط المشروع امام مجلس حقوق الانسان يثير الكثير من الأسئلة حول عدم القدرة على التخطيط المسبق والتنسيق بين الدول العربية حول تصورات كل دولة على حدة او بشكل جماعي على ما تمثله ايران من تحدي لكل دول المنطقة.
بعد ان كانت اليمن محورا رئيسا في أزمات المنطقة وفي قائمة اهتمامات التحالف العربي الذي شكلته السعودية والامارات قبل اكثر من عامين ونصف باتت اليمن هامشا في تحركات التحالفات المتضادة واحد أدوات الصراع والضغط بين كافة الأطراف.
وتستمر اليمن كأزمة إنسانية وسياسية منسية تحضر في بيانات التنديد والمخاطر من المجاعة ويستمر اليمنيين في البحث عن مخرج لحل لا يبدو ان احد سيحمله اليهم مالم يتم استعادة دولتهم والخروج بأقل قدر من الاضرار والخسائر وهو ما لا يلوح في الأفق القريب.