ففي محافظة إب (وسط اليمن) ولأول مرة تفرض مليشيات الحوثي على التجار وكل أصحاب المحال إتاوات "عينية" مواد غذائية تحت مسمى دعم المجاهدين وأسر الشهداء.
وتأتي هذه الخطوة بعد أربع سنوات من ابتزاز الحوثيين للتجار والمحلات كإتاوات نقدية لما يسمونه "المجهود الحربي" لدعم المقاتلين في الجبهات.
وهذه المرة اجبرت المليشيات عن طريق عقال الحارات برصد كل المحلات والعقارات وحتى باصات الأجرة وسط المدينة على دفع مواد عينية، دعما للمقالتين في الجبهات في إطار التعبئة العامة.
وقالت مصادر محلية لـ "بلقيس" إن عاقل الحارة يمر على كل المحلات ومعه مندوب الحوثيين ليفرض على كل صاحب محل مواد عينية يقدرها مندوب المليشيا، تصل من 5 آلاف ريال إلى 50 ألف ريال.
نهب التجار
بهذا يشكو علي الجعشني، صاحب محل مواد غذائية لـ "بلقيس" أن مليشيات الحوثي فرضت عليه اتاوات عينية بما قيمته 32 ألف ريال يمني.
يقول الجعشني بحسرة "ركود في البيع والشراء، لا يوجد حركة، لم نستطع دفع ايجار المحل 85 ألف ريال، وهؤلاء يأتون ينهبون الناس، محلاتهم".
وأخرج الجعشني من خزنته سند استلام بالإتاوات "العينية" التي أخذتها مليشيات الحوثي وعليها شعار وختم ما يسمى "لجنة التعبئة العامة"، وتحتوي الكمية على كرتون فاصوليا وكرتون فول وعصير، وأرز، بما قيمته 32 ألف ريال.
محمد عبده، يملك محل ملابس وسط مدينة إب قال لـ "بلقيس" أربع سنوات ونحن ندفع لمليشيات الحوثي مبالغ مالية إتاوات وغيرها وتحت مسميات شتى.
وأضاف "المليشيات أتت اليوم بعد أن استنفدت كل الطرق والمسميات في الابتزاز ونهب الممتلكات، وتفرض اتاوات عينية من أصحاب المحال، كملابس وغيرها".
وتابع: إن "المليشيا فرضت عليه مبلغ مالي والا ملابس لأسر الشهداء والمجاهدين، مشيرا إلى أن المليشيا طلبت مبلغ 10 آلاف ريال والا بما يعادل المبلغ من الملابس".
موسى نصر يمتلك بوفية صغيرة، بأحد شوارع مدينة إب شكا لـ "بلقيس" أن مليشيات الحوثي فرضت عليه اثنين كراتين مياه معدنية بما قيمته أربعة آلاف ريال".
يقول نصر بحسره إنه بالكاد يوفر كل يوم مصاريف أسرته المكونة من خمسة ابناء وزوجته ووالدته، وأن دخل اليوم كاملا سيدفعه لتسديد قيمة المياه.
"ص ، ع" صاحب بقالة وسط المدينة قال لـ "بلقيس" إن "الجماعة فرضت عليه كرتون عصير وكرتون ماء، بما قيمته 9700 ريال".
وأضاف: ماذا نسوي؟ حكم القوي على الضعيف، يسرقون وينهبون الناس أموالهم بالباطل وعاد فيها نخيط، متابعا بالقول "إلى من نشكو من ظلم وجور هؤلاء".
وختم حديثه بالقول: "لو كانت مليشيا الحوثي همها أسر الشهداء والمجاهدين كان أولى بها أن تعطيهم المساعدات الاغاثية التي تسرقها من افواه المساكين وتبيعها في السوق السوداء".
تنامي حالة السخط
وتتنامى حالة السخط في أوساط اليمنيين جراء ممارسات النهب المنظم من قبل مليشيات الحوثي والتي طالت ممتلكات الناس ومصادر رزقهم وفرضت عليهم كلفة المشاركة في الحرب من أموالهم الخاصة.
تجار كثر وسط المدينة استطلعت رأيهم قناة "بلقيس" والذين أكدوا أن مليشيات الحوثي تنهب المساعدات الاغاثية وتبيعها في السوق السوداء، كما لوحظ أن غالبية المحلات والبقالات يباع فيها مواد غذائية من قمح وأرز وزيت وفاصوليا عليها شعارات برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة.
وأفاد تجار أنهم يشترون بشكل دائم سلع غذائية من مشرفي الحوثيين بالمدينة وهي من المساعدات الاغاثية، والذي اطلعت "بلقيس" على بعض السلع الموجودة في المحلات وعليها شعار برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة.
وتقدر الأموال التي تجمعها مليشيا الحوثي في محافظة إب من التجار والمحلات التجارية من (القائمة السعرية للسلع الاستهلاكية) بالمليارات في مدينة مزدحمة يتواجد فيها آلاف المحلات التجارية.
وتركت الحرب المستمرة، تداعيات اقتصادية ومعيشية صعبة أبرزها ارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود، وزيادة معدلات البطالة ومعاناة ما لا يقل عن 10 ملايين نسمة من انعدام الأمن الغذائي.
وأعلنت الأمم المتحدة، أن حوالي 10 ملايين شخص في اليمن أصبحوا الآن على بعد خطوة واحدة من المجاعة، وأنها تبذل قصارى جهدها مع الشركاء لمساعدتهم.