قيل في معرض الأقاويل حينها ان السعودية أخيرا أدركت الخطر الخارجي الذي يهدد الوجود العربي وبل أصبحت تتزعم حلفا جديدا للدفاع عن الأمن القومي العربي.
إستبشر الناس خيرا ومنحوها صك الغفران عن عقود ولت كانت فيها حجر العثرة امام تبلور أي مشروع عربي موحد.
وبدا ان الوقوف الى جانب اليمن واستعادة شرعيته سيمثل نقطة التقاء العرب بعد ان تفرقوا لردح من الزمن.
وبعد ثلاث سنيين عجاف من الحرب والدمار بدت الأمور مغايرة تماما وتبين ان كل ما قيل لم يعدُ عن كونه كلاما مفرغ المضامين، وان الطبع غلب التطبع فلا السعودية وحلفائها اسلموا اليمنيين مزيدا من الدمار والقتل ولا هم الذين اعادوا السلطة الشرعية اليمنية إلى مكانها الطبيعي في ممارسة الحكم بل ذهبت الرياض ومعها أبوظبي الى ممارسة الوصاية على اليمن وأدخلوه في مزيد من التشظي والحروب الصغيرة وأبقوا على الرئيس هادي تحت الإقامة الجبرية بعد سلب حقه في اتخاذ القرار إلا بموافقة الشقيقتين حد تعبير أحد الوزراء المستقيلين حديثا.
صمت الشرعية كثيرا حاولت إبتلاع لؤم الأشقاء على مضض او ابتلعته في احايين كثيرة لكن يبدو ان الكيل طفح لدى البعض فخرج وزير الخدمة المدنية نائب رئيس الوزراء ومن بعده وزير الدولة باستقالة علنية ولا يستبعد ان يتبعهم اخرون.
كلا المستقيلين اتفقا في معرض الأسباب على ممارسة التحالف للوصاية على الشرعية وسلطة الرئيس هادي بعد ان تحولت العلاقة بينهما الى تابع ومتبوع.
وتبدل اهداف التحالف من إعادة الشرعية إلى البحث عن مصالح خاصة بالدولتين وخلق كيانات موازية للشرعية في المناطق المحررة بالإضافة الى عدم الجدية في تحرير البلاد من سيطرة المليشيا.
وبالاعتماد على كل ما ذكر آنفا، يبدو بأن التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات هزم نفسه في اليمن وخيب آمال الكثيرين بصحوة عربية.