تدفع الامارات بالانتقالي الجنوبي وتشكيلاته المسلحة لتثبيت مكاسبها وأطماعها وليكون سلطة أمر واقع مسيطرة كسلطة مليشيا الحوثي المسيطرة على صنعاء وجزءا من محافظات الشمال.
بدعم اماراتي وغطاء سعودي نفذت قوات الانتقالي انقلابها المسلح على الشرعية في عدن بعد مواجهات مع القوات الحكومية ، احتلت القصر الرئاسي ومؤسسات الدولة لتفرض سيطرتها على عاصمة اليمنيين الثانية والمؤقتة عدن وتسقط ما تبقى من رمزية للدولة.
انجزت مهمة الانقلاب الثانية بإشراف التحالف الذي بارك بصمته خطوة وأد الشرعية التي تدخل في اليمن تحت يافطة استعادها ، ليشرع الانتقالي في الخطوة الثانية لتثبيت انقلابه بالحشد الجماهيري، دعا لما اسماها "بمليونية الثبات والتمكين " لتأييد خطواته في عدن أي تأييد انقلابه على الشرعية.
يحاول الانتقالي الجنوبي تمرير أهدافه وشرعنتها باستخدام ورقة الجماهير واثبات التأييد الشعبي لخطوته وللتهرب من دعوات الانسحاب من المقرات الحكومية والانخراط في حوار جاد.
تشترط الشرعية انسحاب الانتقالي من المناطق التي سيطر عليها في عدن قبل الدخول في أي حوار وهو ما يرفضه الانتقالي ويحاول القفز عليه وفرضه كواقع.
في تصريح لرويترز قال المتحدث باسم المجلس الانتقالي في بريطانيا صالح النود إن التخلي عن عدن ليس مطروحاً على الطاولة في الوقت الحالي، وانهم سيطروا هناك ليبقوا لا لينسحبوا، ملوحا بان تنازلاتهم مرهونة بإخراج حزب الإصلاح من الشرعية .
نجحت أبو ظبي في الإمساك بزمام القضية الجنوبية ومظلوميتها عبر شراء ولاءات المؤثرين.
أقصت القيادات التاريخية للجنوب وقدمت -عبر الانتقالي - توليفة من القيادات الوافدة من حزب المؤتمر والسلفيين الذين تلتقي معهم في غاية الانتقام من روافع الربيع العربي والإسلام السياسي .
يستعرض الانتقالي الجنوبي بورقة الحشد الشعبي لكسب مزيدا من تنازلات الشرعية والدعم الخارجي ولحراسة النفوذ والاطماع الإماراتية في اليمن، فيما ستعود الجماهير متأبطة أحلام الدولة الآفلة البعيدة عن حسابات القادة واهتماماتهم وتطوي شعاراتها إلى فعالية قادمة.